لا نشك مطلقا في حب النائب الفاضل السيد حسين القلاف للكويت والكويتيين .. ولا أحد يزايد عليه في حرصه اللامحدود على الوحدة الوطنية , وإنصهار أبناء البلد في بوتقة الوطن ,والإنتماء إلى رايته .. فالسيد القلاف ما انفك يوما عن ترديد أن " الكويت لنا جميعا .. سنة وشيعة , بدو وحضر" .
لكن الإنسان خطاء .. فهو بشر , والكمال لله وحده جل شأنه , ولذا , نستأذن " حبيبنا وأخينا الموقر السيد القلاف " , بكلمة بسيطة , نعلم علم اليقين أنه سيتقبلها بصدر رحب , لما عرف عنه من تواضعه الجم , وإحترامه الرأي الآخر .. فهو من آل البيت الطاهرين , وحفيد من قال الله تعالى بحقه: "وإنك لعلى خلق عظيم " .
سيدنا حسين القلاف : لم نكن نرغب فيك التركيز على قضية المواطن الكويتي محمد الدوسري المحتجز حاليا في لبنان , والذي أثيرت معلومات أن السلطات اللبنانية ستسلمه إلى العراق , لأنه مطلوب أمنيا في بغداد ... رغم أننا لا ننتهج نهج هذا المواطن , ولانقر تفكيره .. ونرفض كل الرفض "عمليات إرهابية قيل أنه شارك فيها مع إرهابيين نفذت في الأراضي العراقية " .
سيدنا " أبوصادق " : نربأ بك الدخول في هذا الموضوع , منتقدا وزارة الخارجية التي طلبت من لبنان تسلم محمد الدوسري " إذا انتهت محكوميته " , وإبداءها رفض الكويت تسليمه إلى السلطات العراقية ... فما فعلته الوزارة عين الصواب , باعتبار أن الدوسري " مواطن كويتي فقط , وهذا لاعلاقة له بما إذا كان شيعيا أم سنيا " .. ولأنه كويتي الجنسية , فإن حكومة بلاده " واجب عليها التدخل بقوة من أجل تسلمه , وعدم ترحيله إلى دولة أخرى " .. وإذا كان العراق يريده لمحاكمته .. يمكنه حينذاك , مخاطبة الكويت رسميا .. فهذه الاصول الديبلوماسية .
ونعتقد , وأنت أعلم منا ياسيد حسين , أن ما سلكته وزارة الخارجية , قامت به دول كبرى تهتم برعاياها , وتسعى إلى المحافظة على سلامتهم .. فنالت بهذا تقدير شعوبها ... ووزارة الخارجية الكويتية حذت الطريق السليم , فهي تبتغي تسلم الدوسري , والسلطات الكويتية تحاكمه حينها .. فهكذا فعلت مع المحتجزين في غوانتانامو , ومثلهم في أفغانستان ... والقضية هنا بالتأكيد , ليست إستجابة لنواب , أو خضوعا لضغوط .. بل فعل طبيعي لما يجب عليها .. ولو لم تفعل ذلك لانتقدناها , وطالبنا بتقويم خطئها .. وهذا سيكون مسلكنا سواء كان محمد الدوسري شيعيا أم سنيا .. مع عدم رغبتنا في ترديد مصطلحات طائفية , باعتبار أن الإنتماء للكويت هو الأهم .
سيدنا حسين القلاف : ما ذكرناه ليس إنتقادا أو تقليلا من مسلكك بل ملاحظة تنطوي تحت " فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين" ... فمقامك الرفيع في قلوب أهل الكويت جميعا يجعلنا نربأ بك عن الصغائر .. ولكنها كلمات محب إلى من أحب .. ونحن نحبك كثيرا