* الإتهامات التي يواجهها قوية قد يسجن بسببها .. وإذا سجن سيقول : " الحكم إنتقام لأنني استجوبت الرئيس "
* يعتقد أن سمو الرئيس ووزير الداخليه اعتقلاه .. ومن أحاله إلى النيابة " بشاعة ما تلفظ به في ندوته بحق الدولة ونظامها "
* مشكلة الطاحوس شخصانية الأهداف وإيمانه بأن استجواب الشيخ ناصر المحمد كسب إنتخابي يعلي مكانته بين ناخبيه
مرة أخرى , يقرأ النائب خالد الطاحوس المشهد البرلماني خطأ , فيعلن أنه ماض في استجوابه رئيس مجلس الوزراء سموالشيخ ناصر المحمد على خلفية التلوث في أم الهيمان , بحجة أن " مهلة عشرة الأيام التي حددناها انتهت , ولم تستجب الحكومة لطلبنا إغلاق المصانع المخالفة في المنطقة " , رغم أنه يدرك أن عشرة أيام لا تكفي إطلاقا , ويعلم علم اليقين أن ما أقره مجلس الوزراء من خطوات في هذا الموضوع " إيجابية وتفي بالمطلوب , وحظى بالرضى النيابي التام , وهو ما بدا واضحا في الجلسة الثلاثاء الماضي " .
هل خبرة الطاحوس السياسية لم تسعفه ليتخذ القرار الأسلم في قضية أثارها أصلا للتكسب الإنتخابي , بشهادة " نواب الدائرة الخامسة الذين هم أول من تبنى الموضوع , وحملوه إلى الحكومة , وناقشوا معها معالجة موضوعية , بلا تصعيد وتأزيم , لئلا تطغى الشخصانية على المصلحة العامة " ؟... ألم تخضع الكتلة الشعبية لأهداف عضوها الطاحوس , فسارت في نهجه بعدما رأت إمكانية أن يؤدي فعله إلى ضجيج سياسي , قد يحط أخيرا على شاطئ مرسوم لحل المجلس , والدعوة إلى إنتخابات جديدة .. وهذا غاية ما تتمناه في وقت , لم يعد لها في البرلمان الحالي ساحة تمارس فيها "هدما وضربا وضغطا وتشكيكا " .
كل هذه متوافرة في إصرار الطاحوس على الإستجواب .. ففي غرارة نفسه , تراجعه عن موقفه المتشدد يعني أن الحكومة انتصرت عليه , فيصبح موقفه محرجا أمام ناخبين في دائرته , علا صوته أمامهم متوعدا بلقاء قريب يسمعون فيه مرافعة له من على المنصة , وهو " تفسير صبية يتعلمون للتو مبادئ العمل البرلماني"... مثلما هو " مسلك المسيئين للعضوية البرلمانية تفكيره بأن استجواب سموالرئيس " فخر ورفعة شأن في الدائرة" .. فالأصل في الإستجوابات مدى ما ينتج عنها من إصلاح حقيقي ليس دعائيا , وإضافة بناءة لمسيرة تُؤرَخ ... بعيدا عمن هو المساءل , سواء كان رئيس وزراء أو وزيرا ... أو حتى غفيرا .
هل هذا يحققه الطاحوس في ما عقد العزم عليه ؟ .. بالتأكيد لا .. فالسواد الأعظم من الأعضاء مقتنعون أن لاشئ جديدا لديه , وأوراقه مكررة , والصفحة الأخيرة من مساءلته ستطوى بتجديد ثقة كبيرة جدا لسمو الشيخ ناصر .. وهو بذلك عليم , بيد أن له غاية في نفسه يخفيها .. الإستجواب وسيلته المثالية لتحقيقها .
فالنائب الطاحوس , ارتعد خوفا من تحديد المحكمة 24 يونيو موعدا للنطق بالحكم في قضية زميله النائب ضيف الله أبورمية , وهي قضية أمن دولة .. ويمكن أن تكون العقوبة فيها السجن .. وحينها المجلس مقبل على عطلة صيفية , تسقط فيها الحصانة البرلمانية عن النائب , فيصبح مطلوبا للقبض عليه وحبسه .
الأمر نفسه للطاحوس , فهو عليه قضية أشد من أبورمية , والإتهامات الموجهة إليه يصل عددها إلى تسع , كل واحدة أكبر من الأخرى من بينها "تنظيم جماعات للإنقضاض على السلطة , والطعن في سلطات الأمير وتهديدها في مكان عام , واعتناق مذهب يدعو إلى عدم تطبيق القوانين , وتهديد وزير الداخلية ورجال الأمن , والإخلال بالنظام العام ", إضافة إلى " تنظيم انتخابات فرعية , وإقامة مقر إنتخابي من دون ترخيص " .
وهذه الإتهامات , ليست عشوائية , فالقضاء خصم شريف , وجهها إليه صراحة , وبمقتضاها حبسه أكثر من أسبوعين على ذمة التحقيق ... يذكر الطاحوس تفاصيلها ومشاعره خلالها , وأشياء أخرى دقيقة ,... أرجأ إحساسه بها مجددا , نجاحه في الإنتخابات النيابية , ونيله الحصانة البرلمانية .. التي أسقطها مجلس الأمة عنه لاحقا في ديسمبر الماضي , لتأخذ العدالة مجراها في ماهو به متهم.
من هنا , فإن قضيته واحدة من أسباب إصراره على المساءلة السياسية للشيخ ناصر المحمد , ففيها ينفذ سيناريوين في مخيلته وحده, إلى جانب أهداف أخرى أصبحت مكشوفة .. فالطاحوس يريد تصفية الحساب مع سموالرئيس , مثلما فعل مع وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد , لإعتقاده أنهما تسببا في إعتقاله وإحالته إلى النيابة العامة في أبريل 2009 , رغم أنهما بريئان من ذلك ... فمن قاده إلى التحقيق هو" مبدأ تطبيق القانون على الصغير والكبير, وبشاعة ما تلفظ به في ندوته وقتذاك " .
هذا أولا ... أما ثانيا , فهو يتهيأ لأسوأ الظروف عندما يأتي موعد محاكمته مجددا أمام القضاء .. فنظراً لقوة الإتهامات , لايستبعد سجنه إن لم يستطع دفع ما هو به متهم .. ولذا, فالطاحوس يسعى إلى أن يكون مستفيدا في أي حكم يناله ... فإن كسب البراءة فخيرا وبركة , وإن عوقب سجنا .. فلسان حاله حينذاك يردد : " هذا الحكم إنتقام مني , لأنني ساءلت الرئيس ".. مع ما يتبع ذلك من تهويل في الشارع يسير في ركابه جماعته ..وهو سيناريو يبدو أنه غدا موضة عند " الوجوه الإعلامية الذين يحالون إلى القضاء " , لا يسمن ولايغني من جوع .. فالأحكام منبعها رجال القضاء وحدهم , بلا تأثير من شيخ أو وزير ... غير أن المكابرين لايرون من الحدث إلا مصالحهم ... وخالد الطاحوس , للأسف الشديد واحد منهم , وإن تلاعب بألفاظ يوحي بها بلاغة , فلا يحصد منها إلا إعترافا بمكنونات نفسه , وأمان ليس للمجلس فيها من ناقة ولا جمل .