* عندهم استجواب الكتلة الشعبية والقوانين الرياضية موضوعان وليس واحدا .. في الأول لهم قناعات والثاني قضيتهم .. وفي الإثنين عملهم في النور
في علم السياسة , لاتتوقع شيئا ولاتجزم به كيقين لاشك فيه .. فكل شئ خلف ستارها جائز غير مستبعد .. هكذا هي , لاصداقات دائمة تسيرها , ولا عداوت غير زائلة تسد أبوابها .. فالمصلحة سيدة الموقف , أينما تقلبت , وُليَت الوجوه شطرها.
غير أن هذه القاعدة لاتمارس على عواهنها , وليست مقبولة إن كانت بلا قيود .. وإلا أصبحت عارا على من سار في ركبها , وعيبا يسيئ راكبها.. فالمبدأ سيدها أولا وآخرا , فلا ينتقل المرء فيها من ضفة إلى نقيضها من غير شأن يعليه , ومنطق يقنع مراقبيه , وإلا اتصف بالعهر السياسي , والضحك على الذقون .. وحينها , لا كلمة له تصدق بين مستمعيه , ولا ثوب ثقة يرتديه .. فيغدو بين الجمع مثالا للخيانة , ورمزا لفاقد الوعد والعهد .. ليركن منعزلا فاقد الإحترام والهيبة .
ومن هو بين حافظ لكلمته وبائعها كثير تحت قبة مجلس الأمة, وأرشيف نطقهم مسجل في الذاكرة والقلوب .. يتلفظ بنائب قال بوزير الويل والثبور , وعن آخر شديد الجرم والفساد تبسم ممتدحا لأنه "إبن عم " .. وينطق بكتلة فجرت كفرا بليبرالي , وأثنت تدينا ووطنية على زميل من ملته , فقط لأن مصلحة لها في قبيلة أو عائلة .. وكم هو البون شاسعا بين الهجاء والمديح , وكم بدا الحديث ساخرا من هذا المتمصلح , وذاك الكاذب , وكلاهما غدا , بلا موقع في فضاء الكرامة والعزة .. و الترحيب في عيون موثقي الحدث .
ولأن السياسة لها أهلها , والمبادئ لايعلو صهوتها إلا الكبار , فمِن طأطأة الرؤوس , حديث يتلى مفاده عهد قطعه التحالف الوطني الديموقراطي .. رمز الفكر الليبرالي ,للكتلة الشعبية على تأييد استجواب رئيس مجلس الوزراء سموالشيخ ناصر المحمد , ترده الثانية بمساندة لمسلك الأولى في رفض تطورات خارجية في الملف الرياضي , وحكم محكمة دولية تعيد الشيخ طلال الفهد رئيسا لإتحاد كرة القدم .
وخفض الرؤوس خجلا , عبارة حتما تفرض نفسها , إن ظهر بيَناً وعدُ أنصار القوانين الرياضية للكتلة الشعبية , أو حتى دار حديث فيه .. بل هي ضربة في صميم الأخلاق البرلمانية , لصدوره من نواب " لم يعهد عليهم اللعب وفقا للمصالح , وأفعالهم تقترن بأقوالهم , فلا يبيعون ضميرا من أجل معاملات , ويكرهون لقاءات تحت الطاولات " .
هكذا عهدناهم , وبهذه الصورة عرفناهم .. لانتخيل مرزوق الغانم يقف ضد سمو الرئيس في قضية أم الهيمان فجأة , وقبل أيام يسطر كلمات إعجاب بما أقرته الحكومة لمعالجة التلوث .. الأمر ذاته , لن يفعله علي الراشد و صالح الملا .. فالمبادئ سيدتهما وبوصلتهما .. وأذهاننا تدرك تماما أن عبدالله الرومي على الصراط نفسه وعنه لايحيد .. وقبلهم عبدالرحمن العنجري وأسيل العوضي ورولا دشتي .. ومعهم حتما عادل الصرعاوي .. فمثل هؤلاء , العبء عليهم كواهلهم أشد وأثقل .. فهم نسل من شرب الدستور وأسقاه لأبنائه وجلسائه , وتلاميذ جهابذة البرلمان الكويتي منذ المجلس التأسيسي , ومحط أنظار من يتتبع أثر نواب الأمة تعلما وإقتداء .
حتما , ملفات هؤلاء فوق الطاولة يرصدها القريب والبعيد , فلا سر يخفى , ولا اتفاق يُغيب .. توجههم تحت الضياء , وقرارهم علن .. واستجواب رئيس الحكومة والقضية الرياضية موضوعان عندهم وليس واحدا .. ففي الأول لهم رأي ينبع من قناعاتهم , والثاني أعلنوه ويقاتلون من أجله .. من ساندهم فيه مرحب به, ومن فرض عليهم شروطا واتفاقات , ودًعُوه رافضين .. والأمل أن يبقوا على ماهم فيه سائرون .. لئلا يحرموا فروقا تميزهم عن محترفي اللعب خلف الستار , فيساء فعلهم , ويخبت نورهم .. مثل خصوم لهم مازالوا بهم متربصين .
http://www.citytalks.co.uk/