* وقت التعديل لم يحن حجة واهية .. فالكويت لا تستطيع تحمل آلام أخرى .. والشارع يريد تغييرا للأفضل
* السوء والغرور إطلاق الإتهامات والتشكيك .. وعلي الراشد فتح الباب وعلى النواب مناقشة طرحه بعقلانية
علًة السلطتين , شخًصها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بمهارة العارف , الغائر في أسرار الحقيقة , وكاشف دقائقها , فعرض المشكلة وانتهى إلى تشريحها بيد الطبيب المداوي , وقلب المحب لمريضه , الرحيم بآلامه ... ولاريب في ذلك , فحكمة سموه تعلو صفحة المختلفين , ورجاحته تخجل المؤزمين .. فبدا برؤياه مبصرا مانحن عنه تائهين ... أفلا نخجل فنرد إلى أنفسنا , نحاسبها على ضجيج أفقد العاقلين مسارهم , وحوار فيه يتساوى أحياء القوم وموتاهم .. نسمع النصيحة برهة , فنصد عنها سنوات , وغدونا في حيرة من أمرنا , يتجنبنا اللقاء , ويغرينا الشتات .
صاحب السمو , حدد العقبة أمام عيون نواب الأمة , وسعى ناصحا : "دستور البلاد خليط بين نظام رئاسي وبرلماني , اختلطت فيها السلطتان وتشابكتا حول اختصاصات وتنازعتا ".. بل مضى صادقا مع ربه وشعبه :
"البرلمان خيب آمال الشعب الكويتي .. ضيع وقتا طويلا في مسائل بعيدة عن المشاريع التنموية , ولم يقم بالمهمة الموكلة إليه في مساعدة الحكومة .. وما يقوله الناس حول تعطيل مجلس الأمة المشاريع صحيح .. بل يقر به النواب أنفسهم " .
نظرة سموه الثاقبة لم تتوقف .. غاصت لتأتي بجوهر الحديث : " البرلمان أصبح أقوى من الحكومة وفرض رأيه.. فالنواب يريدون إرضاء الشارع بقرارات سريعة ترضي الشارع , ولاترضي المنطق .. ونتيجة لذلك , لم نتمكن من الوصول إلى توافق حول المسائل الوطنية الرئيسية , ولم نستطع المصادقة على المشاريع التنموية بعيدة المدى " .
كلمات سموه تفيض حقا , وتتدفق صدقا .. ألم يتبن البرلمان مطالب " دغدغة المشاعر الإنتخابية بمقترحات تكبد المال العام خسائر جسام .. حتما يصفق لها عامة في كل زمان ومكان ؟ .. أما وضع البعض العصا في العجلة لتعطيل مشاريع , غرار نفسه معارضة مريضة لا تعرف تنمية وطن ؟ .. أليس سوادنا الأعظم يبكي استجوابات تفوح منها الشخصانية وتصفية الحساب ؟ .. كم مسارا خطًه أعضاء الأمة يبتغى منه مصلحة عليا , وكم هي مساراتهم في "إشعال أزمات , وتأجيج فتن " ؟ .
إلى متى يستمر مسلسل متشابهة مشاهده ؟ .. حفظنا شخوصه وسئمنا فصوله ... فهل من جديد يغير الإحباط أملا , ويحول اليأس عنفوانا , فيغدو مجلس الأمة منبع إشعاع ولواء فخر ...لا مصدر فرقة وموقع تأخر ؟؟؟ ..
غير أن عهد المعجزات ولى ً , ولا تغيير في الحال من غير أهلها , فالله " لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم", ومن ابتغى الميل فأوًله خطوة .. وهذه من الدستور تنطلق , وإليه تعود ... فلا عن تعديله من مآل,
وليس من "مقدر مراجعته " هروب .. فالأصل يبقى صحيحا , ولا يصح إلا الصحيح , والوصية أمانة في أعناق الأحياء , حاملها كريم , والصاد عنها لئيم ... واليوم حان موعدها ... فوثيقة 1962استبقت زمانها , فخبرت اختلافات زمان وتنبأت بخلافات نفوس , فهمست إلى أجيال قادمة بتنقيح إن " بدت الحاجة " .. وغدت الأيام ليست الأيام , والأهل ماهم الأهل .. فبدت المادة الأولى كالأخيرة يدرك جمعنا حروفها ويعادي روحها ... جهلنا غاية مساءلة وهدف سؤال , فهما يستويان... وسحقا للائحة , حين المصلحة تداس وقتا , وعند الفائدة تقدس حينا... أفبعد هذا نكابر فلا ننكئ الجرح , لنبرئه من سوئه ؟ .. ونكاشف الضوء , لئلا تظل الرؤوس مندسة في أسافل الظلام .
تعديل الدستور مصير لابد منه , وفعل آت أت لامحالة , والحجة بوقت لم تحن ساعته , هي هشة مستكينة.. فما نؤخره إلى الغد كلفته تزيد, وجهده أكبر .. والكويت لا تتحمل آلاما أخرى .. فها هو النائب علي الراشد طرق الباب الموصود بشجاعة المخلصين , كأنه بما أقدم عليه , يحقق أماني العامة ممن أضاع صوتهم "صراخ نواب مصطنع", ويخيُر القوم بين بقاء في وضع شاخت فيه بلدنا , أو نقلة إلى مايجعلها تتجاوز بعض الأسى ... لعل في القرار ما يردع " متطاولين على الديموقراطية " , ويكبل " كتلا استهوت الأنانية " , ويلجم أفواها "أثارت الطائفية " .. والسوء كله , غرور يمانع , واتهام يطلق , وتشكيك هنا , وريبة هناك ... فهذه خصال مرضى ... ولو كانوا أصحاء الفكر والمبتغى لأدلوا بدلوهم , وشرًعوا أسماعهم وأذهانهم لسمين الطرح , فيقرونه تحت قبة البرلمان , بنير العقل , ويوئدون غث المقترح بسلامة الحجة والبراهين .. من غير عداوة مسبقة , ورفض لمجرد المعارضة .
* السوء والغرور إطلاق الإتهامات والتشكيك .. وعلي الراشد فتح الباب وعلى النواب مناقشة طرحه بعقلانية
علًة السلطتين , شخًصها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بمهارة العارف , الغائر في أسرار الحقيقة , وكاشف دقائقها , فعرض المشكلة وانتهى إلى تشريحها بيد الطبيب المداوي , وقلب المحب لمريضه , الرحيم بآلامه ... ولاريب في ذلك , فحكمة سموه تعلو صفحة المختلفين , ورجاحته تخجل المؤزمين .. فبدا برؤياه مبصرا مانحن عنه تائهين ... أفلا نخجل فنرد إلى أنفسنا , نحاسبها على ضجيج أفقد العاقلين مسارهم , وحوار فيه يتساوى أحياء القوم وموتاهم .. نسمع النصيحة برهة , فنصد عنها سنوات , وغدونا في حيرة من أمرنا , يتجنبنا اللقاء , ويغرينا الشتات .
صاحب السمو , حدد العقبة أمام عيون نواب الأمة , وسعى ناصحا : "دستور البلاد خليط بين نظام رئاسي وبرلماني , اختلطت فيها السلطتان وتشابكتا حول اختصاصات وتنازعتا ".. بل مضى صادقا مع ربه وشعبه :
"البرلمان خيب آمال الشعب الكويتي .. ضيع وقتا طويلا في مسائل بعيدة عن المشاريع التنموية , ولم يقم بالمهمة الموكلة إليه في مساعدة الحكومة .. وما يقوله الناس حول تعطيل مجلس الأمة المشاريع صحيح .. بل يقر به النواب أنفسهم " .
نظرة سموه الثاقبة لم تتوقف .. غاصت لتأتي بجوهر الحديث : " البرلمان أصبح أقوى من الحكومة وفرض رأيه.. فالنواب يريدون إرضاء الشارع بقرارات سريعة ترضي الشارع , ولاترضي المنطق .. ونتيجة لذلك , لم نتمكن من الوصول إلى توافق حول المسائل الوطنية الرئيسية , ولم نستطع المصادقة على المشاريع التنموية بعيدة المدى " .
كلمات سموه تفيض حقا , وتتدفق صدقا .. ألم يتبن البرلمان مطالب " دغدغة المشاعر الإنتخابية بمقترحات تكبد المال العام خسائر جسام .. حتما يصفق لها عامة في كل زمان ومكان ؟ .. أما وضع البعض العصا في العجلة لتعطيل مشاريع , غرار نفسه معارضة مريضة لا تعرف تنمية وطن ؟ .. أليس سوادنا الأعظم يبكي استجوابات تفوح منها الشخصانية وتصفية الحساب ؟ .. كم مسارا خطًه أعضاء الأمة يبتغى منه مصلحة عليا , وكم هي مساراتهم في "إشعال أزمات , وتأجيج فتن " ؟ .
إلى متى يستمر مسلسل متشابهة مشاهده ؟ .. حفظنا شخوصه وسئمنا فصوله ... فهل من جديد يغير الإحباط أملا , ويحول اليأس عنفوانا , فيغدو مجلس الأمة منبع إشعاع ولواء فخر ...لا مصدر فرقة وموقع تأخر ؟؟؟ ..
غير أن عهد المعجزات ولى ً , ولا تغيير في الحال من غير أهلها , فالله " لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم", ومن ابتغى الميل فأوًله خطوة .. وهذه من الدستور تنطلق , وإليه تعود ... فلا عن تعديله من مآل,
وليس من "مقدر مراجعته " هروب .. فالأصل يبقى صحيحا , ولا يصح إلا الصحيح , والوصية أمانة في أعناق الأحياء , حاملها كريم , والصاد عنها لئيم ... واليوم حان موعدها ... فوثيقة 1962استبقت زمانها , فخبرت اختلافات زمان وتنبأت بخلافات نفوس , فهمست إلى أجيال قادمة بتنقيح إن " بدت الحاجة " .. وغدت الأيام ليست الأيام , والأهل ماهم الأهل .. فبدت المادة الأولى كالأخيرة يدرك جمعنا حروفها ويعادي روحها ... جهلنا غاية مساءلة وهدف سؤال , فهما يستويان... وسحقا للائحة , حين المصلحة تداس وقتا , وعند الفائدة تقدس حينا... أفبعد هذا نكابر فلا ننكئ الجرح , لنبرئه من سوئه ؟ .. ونكاشف الضوء , لئلا تظل الرؤوس مندسة في أسافل الظلام .
تعديل الدستور مصير لابد منه , وفعل آت أت لامحالة , والحجة بوقت لم تحن ساعته , هي هشة مستكينة.. فما نؤخره إلى الغد كلفته تزيد, وجهده أكبر .. والكويت لا تتحمل آلاما أخرى .. فها هو النائب علي الراشد طرق الباب الموصود بشجاعة المخلصين , كأنه بما أقدم عليه , يحقق أماني العامة ممن أضاع صوتهم "صراخ نواب مصطنع", ويخيُر القوم بين بقاء في وضع شاخت فيه بلدنا , أو نقلة إلى مايجعلها تتجاوز بعض الأسى ... لعل في القرار ما يردع " متطاولين على الديموقراطية " , ويكبل " كتلا استهوت الأنانية " , ويلجم أفواها "أثارت الطائفية " .. والسوء كله , غرور يمانع , واتهام يطلق , وتشكيك هنا , وريبة هناك ... فهذه خصال مرضى ... ولو كانوا أصحاء الفكر والمبتغى لأدلوا بدلوهم , وشرًعوا أسماعهم وأذهانهم لسمين الطرح , فيقرونه تحت قبة البرلمان , بنير العقل , ويوئدون غث المقترح بسلامة الحجة والبراهين .. من غير عداوة مسبقة , ورفض لمجرد المعارضة .