* ماقاله الطبطبائي عن تطمينات جابر المبارك .. جعلت الحربش يغرد خارج السرب واتهاماته لايتثبت منها
* لو كان السعدون وأبورمية يريدان المصلحة العامة لحضرا اجتماع "الرافال" .. ولكنهما يفضلان التأزيم
*النواب بصموا لوزير الدفاع بالثقة لأن ليس لديه شيئ يخفيه .. ويطبق المثل " لاتبوق ولا تخاف "
في 27 أبريل 2003 , لم ينتظر النائب السابق أحمد الشريعان إجابات على أسئلة وجهها إلى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع آنذاك الشيخ جابر المبارك , فقدم صحيفة استجوابه , ظنا منه أن " الوزير لن يعترف بتجاوزات في قبول دفعة ضباط " ... غير أن النائب عاد فسحب مادة مساءلته , معترفا أن إجابات الوزير على استفساراته "شافية مقنعة " ... حينذاك وُصِف " أبو صباح " بأنه الوزير " الذي ليس لديه شئ يخفيه " , بل إن آخرين وضعوه أفضل من ينطبق عليه المثل الشعبي : " لا تبوق ولاتخاف " .
في ديسمبر 2009 , كان ضجيجا يصم الآذان , مصدره النائب ضيف الله أبورمية .. لم يترك سلاحا إلا وصوبه باتجاه الشيخ جابر المبارك , وبدا شغوفا بنعوت ظن من أنصت لها أنه ملتهم خصمه لامحالة في جلسة استجواب مرتقبة... بيد أن شيئا من هذا لم تكتب له حياة , فالمستجوٍبُ لم يُرَ منه إلا جعجعة صوتية من غير بيان , واتهامات ساقها تفتقر إلى برهان .. وقتذاك بدا النائب الأول " الهادئ بطبعه " متدفق الحجة , ُمفكِك الغموض , شارح الرموز , فغدا كتابا مفتوحا , اطلع الجمع على سطوره , فبصموا له بالثقة والنزاهة , وأزاحوا وجوههم عمن وصمه بما هو عنه بعيد .. و " الرمية " التي أريد لها أن تحل عليه "ضيفا " , أجبر " جابر " مسارها , وحمى غيره من بارودها , فأسدل ستار شفافيته , كما هو الفجر لحظة مغادرته المجلس منتصرا .
لكن هذه هي وزارة الدفاع في بلدان الدنيا كلها , موقع لغط وسؤال, ومثار شبهة ومنال .. ولا بأس أن يتكرر المشهد , فهاهي هجمات جديدة تعلو على جناحي طائرة الرافال الفرنسية , يتحكم في رادارها كتلة التنمية والإصلاح .. جمعان الحربش ينعت وزارة الدفاع بأنها " كلفت خزينة الدولة أموالا طائلة بصفقة لاتخدم الجيش الكويتي " , فيؤازره فيصل المسلم بشيئ أكبر :" طائرة سيئة فنيا , فكيف نشتريها وندفع بالخفاء , وغيرنا عرضت عليه بثمن أقل ورفضها , ونحن طلب منا قيمة أكبر فقبلنا " .. ليختتم وليد الطبطبائي ثالثة الاثافي : "سنستجوب الوزير والحكومة برمتها " !!!
كرة الثلج تكبر , وآخرون عشقوا ظلم الغير وحب الإتهام... صفقوا فرددوا النغم طربا للحن كهذا , أو رغبة في أضواء إعلام , ليتبين بعد حين , كم عديد من نواب مجلس الأمة يقيمون الأرض وما عليها بناء على معلومة مصدرها مجهول , ويثورون كفرا وعدوانا لنبأ فاسق فلا يتبينون ... غير أن الغبار سينجلي , والحقيقة إن بانت يتوارى من لايبتغيها كسوفا .. وهاهي شمس الحق أشرقت في إجتماع لجنة الداخلية والدفاع , فأرسلت أشعتها ذهبية تنير ساعين إلى دثر البهتان , وعلى ضَيٍِِها أدلف الشيخ جابر المبارك إلى باب الأعضاء ماينفي ماسمعوه , ويَجُبُ ماتسلل إلى وجدانهم , فأرسى ما تم واقعا : " الرافال طائرة لم نبرم صفقتها , وأمرها ينتظر أولا تجربة ميدانية لتحري فنياتها , ومقارنة بين جدواها وغيرها من طائرات أميركية وبريطانية .. وإذا بدت الأعلى كعبا فلا نأتي بها إن غلت كلفتها .. وبين هذا وذاك وذيك , فالكويت لم تعِد باريس بشيئ .. ووقت الخطوات العملية , محرم التوقيع بلا رقابة ديوان المحاسبة وموافقته " .
لا , كرة الثلج لن تكبر, فتدحرجها أوقفه النائب الأول مستغربا تدحرجها أصلاَ !!.. بل إنه نزع فتيل قنبلة تعمد البعض زرعها لغاية في نفس يعقوب , ربما ب " تحريض " أو طمعا في " كسب رخيص " , وليس مستبعدا "إدمان تأزيم " .. هنا , يتزين المشهد بالطمأنينة العارمة والراحة الواسعة ... والوصف يأتي به من موقع الحدث النائب وليد الطبطبائي : " شعرنا بالطمأنينة و ونساند إجراءات الوزير " .. ولأنه عضو كتلة حملت ضجيج "الرافال " , فحتما ماينقله له معناه : "لن نكابر , ونقف ضد النائب الأول , إذا رأينا منه هذه الإجراءات القانونية" .
بيد أن المكابرة بدت جلية لدى العضو الآخر جمعان الحربش فصارت صورته كمن همُه "رأس الناطوروليس العنب " , فغرد خارج السرب ظالما لنفسه خادعا سامعه ... مرددا إستفسارات سمع تفاصيلها في جلسة حضر دقائقها , مصرا على بقاء النار مشتعلة , لأن اخمادها يكشف زيفا غنًاه , ويثبت عدم تثبته مما يردده ... وهو في مافعل شبيه بنائبين علا صوتهما مُدينٍين الوزير , فلما أقبل مبينا , لم يكن من بين الحضور أحمد السعدون وضيف الله أبورمية , فلم يعفيا نفسيهما من كلمة قيلت منتقدة غيابهما : " غابا لئلا تُكشف هشاشة خطابهما , فلا يستطيعان بعد ذلك تكملة أدوار التأزيم " .
غير أن العارف نفسه , والصادق في مهماته لايضنيه نوايا غيره , ووضوح المسار يزعج الإعوجاج .. وهكذا امتطى النائب الأول جواد الثقة , واعتلى صهوة الصدق , ولا غرابة أن يكسب من أرادوا وقوعه في " الرافال", وهكذا سيواصلون خسرانهم , وهو من الغانمين ... لأنه يعيش الشفافية , وهؤلاء يحيون غموض الغايات