( أن هبت في الشارع الإيراني العاصفة .. فلا وقت للحديث عن العاطفة )
و العاطفة التي حاول اللعب على وترها المرشد الإيراني خامنئي الدين و المذهبية .. وقد تكون المذهبية اليوم في إيران القوة الأضعف وأهم أسبابها :
1- أنقسام حاد وتوتر في قم .. وأنفلات رأي الحوزة عن السلطة في إيران و تحدى المرشد الأعلى وبدليل خروج رأي آية الله صانعي و آية الله منتظري و فرض حراسة جبرية عليه من قبل القوات الإيرانية وعلى أكثر من 12 من علماء الحوزة في قم !
2- وضع النجف لم يعد كما كان سابقا في عهد صدام حسين . ولم تعد الشيعة العرب تتوجه بتوجه رجال قم .. والأختلاف الجوهري بين السيستاني و الخميني .
3- لم تكن الثورة الأيرانية قبل ثلاثين عام على الشاه أسلامية بل ألتقفها رجال الثورة الأسلامية .. فحقيقة التورة الأيرانية ثورة شعب جائع محروم ويريد ثروات بلاده . والشعب الإيراني اليوم يعاني أسوء من حال 30 عام قبل .
فما حقيقة الوضع الإيراني اليوم ؟
الصراع اليوم صراع رفسينجاني الرجل الأقوى و الملقب في تاريخ إيران السياسي صانع الملوك ، فرفسنجاني هو من ساعد بوضع خامنئي على سدة السلطة . و عندما أراد خامنئي تقويض سلطة رفسنجاني كانت معركة أنتخابات الرئاسة القبل الماضية عام 2005 عندما فاز أحمدي نجاد على رفسنجاني .. وقبل الأنتخابات الماضية أرسل رفسنجاني رسالة واضحه للمرشد الأيراني قبل يوم الأنتخاب بطهران بتهديد أن فاز أحمدي نجاد ستكون المعركة على العلن وستعم الفوضى الشوارع و الجامعات .. واليوم ما تعيشه طهران رسالة رفسنجاني للمرشد خامنئي !
و الرسالة الأقوى التي يتحدى هاشمي رفسنجاني المرشد الأعلى هي توجيه ضربه للأساس التي قامت عليه الثورة الأسلامية منذ عام 1979 بوضع الولاية في موضع التشكيك !!
ألم نقل سابقا أن هبت العاصفة في الشارع الإيراني لا مجال للعاطفة !
يبقى الأهم اليوم أن المرشد الأيراني لم ياتي بحديث غير متوقع .. فمن كان يعتقد أن المرشد خامنئي بخطبة الجمعة اليوم أنه سيرضي الأصلاحيين يكون جهل قراءة الوضع السياسي الإيراني !
فمن يواجه المرشد الأعلى في إيران اليوم ؟
هناك تحالف اليوم ضد المرشد من الشعب الذي أثبت اليوم أن لا مجال للحديث عن الحوزة ولا ولاية الفقية ولا الشيطان الأكبر بل جمهورية إيرانية فقط ... زد على ذلك تحالف رفسنجاني و خاتمي و أغلبية الحوزة العلمية وعمده طهران . و رفسنجاني ذو الدهاء السياسي الذي نسب لنفسه طوال الثورة الأسلامية نسب للأشراف الهاشميين لمغازلة عرب إيران الشيعة .. عاد ليكون رئيسا لمجلس الخبراء رغما عن المرشد خامنئي وأعلنها صراحة بعد ذلك في جملته الشهيرة ( من الطبيعي أن يلعب المجلس دورا أكبر في قضايا الأمة ، فهو يمتلك القوة الشرعية و الفقهية ) بإعلان مبطن أن مجلسه الذي يترأسه يخوله الإشراف على حالة المرشد الأعلى و مراقبته ومعرفة قدرته على الحكم .. أي تفعيل دور المجلس الحقيقي و مشاركته في السلطة و جعل السلطة بإيران جماعية و ليست كما كانت طوال ثلاثون عام السلطات المطلقة بيد المرشد الأعلى ؟
جميع الأطراف التي تلعب اليوم في إيران ضد نجاد و المرشد الأعلى تلعب على المكشوف فالشعب يعرف أن أحمدي نجاد أداة يلعب بها المرشد الأعلى أو كما قال اليوم في خطبنه ( خادمنا ) و أيضا تدرك الأصلاحي مير حسين موسوي أداة تحريك لدى خاتمي و خاتمي يلعب مع الطرف الأقوى اليوم رفسنجاني و كروبي لن يكون له دور إلا بدخوله ورقه مكسب للأطراف هذة جميعا .. و الحوزة العلمية على يقين بإنها تعيش أضعف حالتها فأصبح علماء الحوزة يريدون سياسة التغيير للحفاظ على ما تبقى للحوزة من مكانه .. و جميع هذة الأطراف تدرك أن الأقوى اليوم هو الشعب .. و اليوم أن أردت أن تعرف توجه الشعب الأيراني فما عليك إلا البحث عبر المواقع الإيرانية لتعرف أن المرشد الأعلى في إيران أصبح عبأ على الشعب وأنتقاداته بل والأتهامات التي توجه إليه لا تقل قساوه عن الأتهامات التي أطلقت من الرئيس أحمدي نجاد لرفسنجاني وعائلته ومنها ( أصحاب الفخامة المافيائيين ، مافيا الثروة و السلطة ) إلي أن تصل الأتهامات بشركات ( توتال و ألف و استات أويل ) !
وهنا تكمن القضية .. الصراع بين رفسنجاني و خامنئي لم يعد يزل ضمن ولاية الفقيه بل تجاوز الأمر على الرهان بإستقرار إيران بإكملها .. فعلى ماذا الصراع اليوم ؟
الجميع يتنازع اليوم على إرث الخميني ..
وإرث الخميني ليس ولاية فقيه و ثورة إسلامية بل ثروات شعب ثار منذ ثلاثون عام على الشاه لترمى ثرواته نظام الملالي ؟
أن حرب تحرير أيران أنطلقت شرارتها الأولى سواء حدث الأنقلاب في هذا الوقت أو تأجل .. فمن يدرك السياسة يعرف أن بعد خوض أمريكا حرب تحرير العراق و قبلها أفغانستان وما هما إلا خاصرتي إيران ..!و حروب التحرير بعد حرب العراق لن تكون لقوى القطب الأوحد قوات جوية ولا دبابات و جنود بل حرب من الداخل .. وبقوة الشعب و حرب تحرير إيران أنطلقت يوم علت أصوات الإيرانيين يرفضون سطوت أحمدى نجاد و الحقيقة يرفضون خامنئي بنظامه ... بل أصبحت أعلى الصيحات اليوم تطلق بإيران تردد
REPUBLIC OF IRAN

كتاب يبين أعداد الصوات التي حصل عليها المرشحين الأيرانيين بتوقيع وزير الداخلية صادق محصولي
وصادق محصولي وزير الداخلية الأيراني فبمجرد البحث عن أسمه تدرك أنه عندما عينه أحمدي نجاد في حكومته لم ينال إلا أدني نسبة ثقة من المجلس لم تتعدى 133 صوت .. فقد كان مستشار نجاد قبل أن يكون وزير الداخلية الأيراني .. وعندما عين وزير للداخلية يدرك الرئيس نجاد أنه يحتاج رجل من رجاله في وقت الأنتخابات ؟

من أكثر الشعارات التي تحمل وتردد اليوم في تظاهرات الشعب الأيراني