الثلاثاء، 21 أبريل 2009

كماننا - 3 -

" كمانّنّا " السياسيين في الكويت تحسبهم مخيرون وهم اعضاء مسيرون بلا شك ... فتجدهم موجهون ليكونوا راس حربة التأزيم فيحولوا التهديد والوعيد بالأستجواب لمصالح شخصية لا ينشدون من ورائها الإصلاح كما يزعمون.
فترى الملوِّح اليوم وقد دفن راسه تحت الرمال يسلب حقا دستوريا لزملاءاً له ، لاعبا على حبل " الزغالة المبطنة " والأستخفاف بعقول الناس جاعلاً من لبّ قضايا الإصلاح قشور .. وقشور صفقاته لب !فلا عجب إن رأيت تصريحا له يتفاخر بأن ما قُدِّم من أستجواب لرئيس الحكومة من الحركة الدستورية والنائب السابق فيصل المسلم تمت بناءا على أستجوابه الملوَّح ... ليكمل بعدها بأنه سيقف ضد هذه الأستجوابات!
فإن كانت هذه الأستجوابات تمت بناءاً على استجوابك فكيف ستقف ضد ما قدِّم بناءاً على ما لوحت به! إلا إن كان ما قدّمت مبني على قصر نظر ومحدد المدة والمطلب ! والمطلب الحقيقي ما هو إلا تلاعب وكذب وتدليس لعقد صفقة يتبعها تبرير واهم بأن القضية حلت وأحيلت للنيابة ، ولكنه نسي أن يخبرنا أي من التقارير الذي حول للنيابة هل هو تقرير ثامر الذي جعلنا ننتظره شهورا ثلاث والذي فيه الإدانة بالأسماء وتحميل كل مسئول متجاوز في ديوان رئيس الوزراء بالأسماء ، أم إن ما حول للنيابة هو تقرير ديوان المحاسبة الذي لا يدين أحد ومصيره فقط الحفظ ؟! فلنا أيها الأصلاحي الملوِّح عقول تدرك وتعي ، فلا ترمي بحجارة و تتناسى زجاج بيتك الهش!

" كمانّنّا " السياسيين في الكويت مبدأ يحكمه الوقت وتحكمة المرحلة فتثار ثائرة الذمم ويخوَّن ويتَّهم من يتَّهم !لترى بعدها القضية أصبحت روايات وحكايات على موال " ولا تقربوا الصلاة " فيلام من أخذ الشيك ليأخذ بذات مكان اللوم صك الغفران والبراءة وكذلك الظفر بصوت انتخابي ، ونسي أستجوابه لمن أعطي الشيك! ويرفع راية تحصين المؤسسات الدستورية بلا توضيح منه عن من الذي يجب أن يحصن؟! لنشاهد من ضرب الذمم بالأمس القريب يعلِّق أمام الملاء و ينشد الهمم لأعادة الثقة بحليفه الإنتخابي!
" كمانّنّا " السياسيين في الكويت زئير بمصطلحات فضفاضة تجعل منك زعيما وحامي حمى المال العام والحافظ لروح الدستور ، وحاميه من الألتفاف حتى وإن خَرَقْتَ مواده ، لنكتشف عندها بأنك لست سوى تابعا وألحقت تبعيتك لتكتلك الذي تتزعمه ، فما بين انتخابات فرعية لأحد أعضاء تكتلك ، وتصريحات أخرى من حنجره ناطقه مؤيدا لإزدواجية الجنسية ... وصولا إلى التهديد من آخر بمجاميع تواجه تطبيق القانون فأصبحت حياتك السياسية رهينة المصطلح السياسي الفضفاض للأستهلاك الإعلامي ، فمحاربة قوى الظلام والأيادي الخفية والقوى الموسادية جل برنامجك الأنتخابي الحافل بزار المصطلحات بعد 30 عاما من العمل السياسي ، ومواقفك تتأرجح ما بين زئير بين الفينة والأخرى وأسد وديع يتأمل تعديلات خطت بيده في قانون الأستقرار المالي .. ولم يجنها ؟وأبجديات عملك السياسي القفز على قارب المنتصرين في اللحظات الأخيرة لقطف ثمار جهد غيرك ، فيرسوا مركبك أنت وتغرق سفن الآخرين فلا ضير دامك دوما منتصرا ومنتشيا ، ولكن كل ذلك ذهب هبائا منثورا كونك اليوم أصبحت تصارع فقط لبقاءك ..

" كمانّنّا " السياسيين في الكويت مانشيتات تملأ الصحف و تصاريح تصم الآذان حين يطبَّق القانون في بلد القانون ويصبح تطبيق القانون تعسف على أبناء القبائل و مظلومية على أبناء المذهب ، ويتناسى من يطلق التصريحات و يستهلك الحرية التي ننعم بها في ظل الدستور ويستبدلها بالفجور في الخصومة السياسية.

أن التجارب السياسية بالكويت أثبتت أن التكتلات والمذاهب والقبلية قابلة لجر الشعب في خلافات داخلية ، دون وعي وإدراك بأن تلك الخلافات لا تُمْحَى ولا تنتهي ولكن تنتظر الفرصة المناسبة لإخراج النعرات والعصبيات العمياء
فمن المعيب أن ننتهج مبدأ التبعية في قضايانا المصيرية في البلد .. فيصبح تطبيق القانون تعسف وتطاول على أبناء القبيلة ، وتناحر مصطلحي لأبناء المذاهب ، فتكون القبلية والطائفية بديلة عن دولة القانون فتتأجج الصراعات وتشتعل الساحات والكل منهم يريد حكم الغاب عندها ستكون أعرافهم أشد وطأة و أكثر خطورة من القانون والدستور بمواده .

ليست هناك تعليقات: