الأحد، 19 يونيو 2011

السعدون يموت قاصر عمر !!..شخصانيته تجاه سمو الرئيس أنهكته وأفقدته الحكمة وجعلت الدستور آخر اهتماماته

***ألم يقل الأمير أن الأمور بلغ السيل فيها الزبى؟؟.. أنتم من أوصلتموها إلى الزبى وأنتم من يتجاهل المعاني السامية لخطاب سموه..فلاغرابة بمواقفكم غير الدستورية ضد سمو الرئيس

***كل يوم يثبت السعدون أن الحكمة تخلت عنه والرزانة فارقته وأعوام الخبرة لم تمنحه إلا كيفية تلوين المواقف وتشويه الحقائق والسير خلف أجندات لا توافق دستورا

***إن الآخرين كانوا يعتقدون أنك عالم عارف بالدستور وصونٌ لنصوصه فأثبت لهم أنك به جاهل وتفاسيرك لا يُعتد به لأن أنفاس الكره والحقد والتشفي والتصفيات تعلو منها

***هاهي قاعة عبدالله السالم مارسوا فيها صلاحياتكم فإذا أسقطتم سمو الرئيس فإنه سيترك منصبه لكنكم لم تتمكنوا من ذلك فاحترموا رغبة الغالبية البرلمانية والشعبية

***اليوم تأتون لتستجوبوا سمو الرئيس لأن أجنداتكم تغيرت ومافي نفوسكم تبدل بينما سموه ثابت على مواقفه الدستورية ولم يخالفها إطلاقا.. وليتكم استجوبتموه بما هو دستوري

***سموه أثبت أنه ديموقراطي أصيل ودستوري في تعامله مع البرلمان.. وفوق ذلك أكد أنه قوي وأقوى من جبهتكم .. فهو تحمل وانتصر على هرطقاتكم وألاعيبكم وعبثكم مرات عديدة

***إن كنتم تقولون إن الإستجوابات حق دستوري وعلى الحكومة احترام هذه الأداة فإنكم في المقابل يجب أن تحترموا أهداف الإستجواب والعلة من صياغتها في الدستور

***لاتغضبوا من عدم نجاح استجواباتكم .. فالسبب هنا ليس لأن الحكومة تسيطر على نواب بل لأن هؤلاء النواب ليسوا مقتنعين بما تفعلونه ..وليس كل من لم يكن معكم غير وطني

***استجواباتكم الكثيرة لسمو الرئيس تؤكد أن هدفكم ليس الإصلاح بل تعطيل البرلمان وخلق حالة من الإنزعاج ليضطر متخذ القرار إلى حل مجلس الأمة وهذا ماتريدونه وتهدفون إليه

***لو كنت تعرف الدستور واحترام المبادئ لتذكرت ما قلته عن سياسة الكويت بأحداث البحرين ..امتدحتها واليوم تؤيد استجوابا يتناول هذا الموضوع فأين هي الديموقراطية؟

عادة الإنسان كلما كبُر وتقدمت سنون عمره , يزداد حكمة وروية وتفكيرا منطقيا ويرى الواقع بمنظار يبرز العقلانية والنضوج والآراء ... غير أن هذا حتما لاينطبق على النائب المخضرم أحمد السعدون , ففي كل يوم يثبت أن الحكمة تخلت عنه , والرزانة فارقته , وأعوام الخبرة لم تمنحه إلا كيفية تلوين المواقف وتشويه الحقائق , والقفز على ماهو حق , والسير خلف أجندات ما أنزل الله بها من سلطان , ولا توافق دستورا أو مسارا ديموقراطيا .

وإذا كانت الأمثلة كثيرة وعديدة تلك التي تثبت تجنب السعدون الأصول البرلمانية الدستورية لكثرة ما أساء إلى اللوائح الدستورية رغم إدعائه احترامها , فإن ما قاله في ندوة نظمها المحامي نواف ساري في صباح الناصر , دلالة حقيقية على خط " أبو عبدالعزيز " اللادستوري ... فهو يقول : "رئيس الوزراء هو الوحيد الذي قدم له هذا الكم الهائل من الاستجوابات , وإذا طلب عدم التعاون لم يحصل على العدد اللازم من المؤيدين للطلب في جلسة الخميس المقبل , فإننا سنقدم استجوابا جديدا في الجلسة نفسها " .

والمؤكد أن تصريحا كهذا لايصدر من شخص فيه ذرة إيمان بالديموقراطية , بل ينضح بالشخصانية ويؤكد أن الأجندات والأهداف الذاتية هي فوق كل اعتبار , ولاتلتفت إلى دستور أو لوائح , ولاتهتم بمصلحة وطن أو طموحات برلمان .. ولأن السعدون كذلك ومن معه يسايرونه الفكر والأهداف والتنفيذ ذاته , فلا عجب أن يواجه سمو الرئيس هذا الكم الهائل من الإستجوابات .. بل إنه سيواجه استجوابات كثيرة .. مايؤكد بما لايدع للشك , أن الأمر لايتعلق بأدائه أو تقصير من سموه , بل لأن الآخرين يريدون رأسه ورحيله .. وهم أعلنوا أن أجندتهم تقوم على إسقاط سموه ... ولعل هذا المسلك الشخصاني من السعدون وجماعته , هو ماجعل الكويتيين ينفرون من نهجهم , ولا يتفاعل مع تظاهراتهم ومطالبهم واستجواباتهم , والدليل أن أنشطتهم المناوئة لسمو الرئيس , لاتجذب إلا وجوها هي نفسها من دون تغيير .. بل إن بعض هذه الوجوه تراجعت عن استمرارها معهم .. لكن حتما لم يأت بدل منها ليزيد عددهم .

هل يُعقل يا السعدون أن يكون هذا مسارك وأنت البرلماني المخضرم ؟؟.. ماذا تركت للنواب الشباب من إرث حتى يسيروا عليه أو يستفيدوا منه ؟.. هل تريد أن تعلمهم كيف يلوون مواد الدستور ويجيرونها لأهداف مصلحية ؟, أم تلقنهم أن الديموقراطية جسر لمكاسب وأجندات خارجة على السلطة والقانون وتطلعات البلد ؟.. إن الآخرين كانوا يعتقدون أنك عالم عارف بالدستور وصونٌ لنصوصه , فأثبت لهم أنك به جاهل , وتفاسيرك لا يُعتد به , لأن أنفاس الكره والحقد والتشفي والتصفيات تعلو منها .

إن استجواباتكم الكثيرة لسمو الرئيس , تؤكد أن هدفكم ليس الإصلاح , بل تعطيل البرلمان وخلق حالة من الإنزعاج في البلد , ليضطر متخذ القرار إلى حل مجلس الأمة , وهذا ماتريدونه وتهدفون إليه , لأنكم فيه قلة قليلة , والغالبية النيابية ضدكم ... وهدفكم هذا ليس سريا , بل أنتم أعلنتموه مرارا ودعواتكم إلى الإنتخابات المبكرة أطلقتموها كثيرا ... وكذلك , تسعون إلى تكرار مساءلة سمو الرئيس وإزعاجه بكثرة الإستجوابات لتظهروا سموه أمام الشارع بأنه غير قادر على إدارة الحكومة , وترويج أن هذه الإستجوابات بسبب تقصيره , رغم أن الحقيقة هي " تنفيذ مافي عقولكم وقلوبكم " .. تهدفون من هذا إلى إحراج سمو الرئيس أمام سمو الأمير و لعل سموه يصل في نهاية المطاف إلى قرار يعين رئيس وزراء جديدا , " لوضع حد لهذا الإحتقان ".

هذا ماتريدونه من استجواباتكم , وسيناريوكم في هذا مكشوف للجميع , ولايحتاج إلى فهم أو ذكاء .. والأصل هنا ياالسعدون ألا تقول أن سمو الرئيس هوأكثر من قُدمت ضده استجوابات , لأن من كانت أهدافه مثلكم وأفعاله كما فعلتم , فإن هذا انتصار حقيقي لسمو الرئيس , واعتزاز له .. فسموه أثبت أنه ديموقراطي أصيل , ودستوري في تعامله ونهجه مع البرلمان.. وفوق ذلك أكد أنه قوي وأقوى من جبهتكم .. فهو تحمل وانتصر على هرطقاتكم وألاعيبكم وعبثكم مرات عديدة .. بل إنه جعل قافلته تسير غير آبهة بمن " يلهث " وراءها منكم .

وإذا كنت تقول أن " طلب عدم التعاون إذا لم ينل التأييد , فإننا سنقدم استجوابنا الجديد في الجلسة ذاتها", فإن هذا يؤكد أنك قمة الشخصانية والعبث بالدستور وعدم احترام اللوائح , وفاقد للديموقراطية .. فالأصول هنا تفرض على من يكون تحت قبة البرلمان , احترام رأي الغالبية , وتأييد ما أقرته , وليس الثورة والرفض والتعبير عن عدم الترحيب بتقديم استجواب آخر .. هذه هي أبسط مبادئ البرلماني , لكنك فقدت هذه المبادئ , وغدوت " بلطجيا " بصورة نائب .

فأنت بفعلك هذا , كأنك تقول : " إما تنفذون ما أريد أو أهدم عليكم عملكم كله !!" , وهي فلسفة غريبة , وتصرف مستهجن بالتأكيد .. بل إنه يعبر كم هي الديموقراطية الكويتية مظلومة بوجود أمثالك يا السعدون .. يعبثون بمقدراتها , ويسخرون مجلسها لتحطيم الكويت وأهلها .

إن ماهو منتظر من البرلماني في حال عدم حصول كتاب عدم التعاون على التأييد , تجديد الثقة بسمو الرئيس , والتعامل معه وفق القنوات الدستورية , بعيدا عن التصيد والمحاسبة الشخصانية ... أما تنفيذ الأجندات , فليست غريبة أو بدعة بل منتظرة من هؤلاء .. لكن ماهو مرفوض أن تُترجم هذا الأجندات وتنفذ بما يخالف القانون ويخرج على الدستور .. فإذا كنت لاتريد يا السعدون ومن معك سمو الشيخ ناصر المحمد رئيسا للحكومة ,فهذا من حقكم .. لكن سعيكم إلى تحقيق هذا الأمر من خلال تظاهرات خارجة على القانون , وطرح مشبوه ولايُستبعد فيه التآمر على البلد وتنفيذ أجندات خارجية أو تحالفات داخلية مع أطراف تسعى إلى خلق أزمة في الحكم , هو المرفوض والمستهجن .. فهاهي قاعة عبدالله السالم في مجلس الأمة مفتوحة أمامكم , ومارسوا فيها صلاحياتكم , فإذا أسقطتم سمو الرئيس , فإنه حتما سيترك منصبه , لكنكم لم تتمكنوا من ذلك , ولذا عليكم الركون إلى المنطق والعقل , وتحترموا رغبة الغالبية البرلمانية والشعبية أيضا , وتنزعوا فتيل المواجهة الخارجة على القانون .

ثم كيف تطعن تعليمات سمو الأمير , وتتجاهلها ياالسعدون , وهو دعاكم إلى ممارسة صلاحياتكم ومطالبكم وفق القنوات الدستورية ؟؟... الدستور لم يؤيد تظاهرات تسب وتشتم وتطعن وتروج الاتهامات الفارغة وتهدد الوحدة الوطنية وتُقسم أبناء الكويت إلى فئات وطوائف ..وهو ذاته يستهجن استجوابات تخرجونها من الأدراج , تتناول محاور غير دستورية , وقضايا امتدحتم أداء سمو الرئيس فيها , وأكدتم أنها من اختصاص وزراء , وسموه برئ من أي تقصير فيها , واليوم تأتون لتستجوبوا فيها سموه .. فقط لأن أجنداتكم تغيرت , ومافي نفوسكم تبدل , بينما سمو الرئيس ثابت على مواقفه الدستورية ولم يخالفها إطلاقا .

ألم يقل سمو الأمير أن الأمور بلغ السيل فيها الزبى؟؟.. نعم , وأنتم من أوصلتموها إلى الزبى ... وأنتم أيضا من يتجاهل المعاني السامية لخطاب سموه .. ومن يفعل هذه الكبائر ضد سمو الأمير , لايُستبعد منه مواقف غير دستورية ضد سمو الرئيس .

يا أحمد السعدون , لو كنت تعرف الدستور , وفيك احترام للمبادئ , لتذكرت ما قلته عن سياسة الكويت تجاه أحداث البحرين .. إنك امتدحتها علنا وقلت فيها كلاما كبيرا , واليوم تأتي مؤيدا استجوابا يتناول هذا الموضوع , فأين هي الديموقراطية التي تحتم عليك اتخاذ القرار وفق مادة الإستجواب وماتحمله من اتهامات , وردود الطرف الآخر عليها وتفنيدها ؟.

أنت لم تفعل هذا إطلاقا , بل كان همك تأييد كل ماهو ضد سمو الرئيس سواء كان استجوابه مستحقا أم لا ؟... ولايهمك إن كانت ردوده مقنعة أو أدلة ضعيفة ساقوها مستجوبوه ؟.. ومن سلك طريق المواقف المسبقة والقرار قبل أن يرد سمو الرئيس على مستجوبيه , فإنه لم يمارس ديموقراطية , بل تطرفا في الكراهية وتصفية الحسابات والإنتقام وخدمة مايريده آخرون .

أما إن كنتم تقولون إن الإستجوابات حق دستوري , وعلى الحكومة احترام هذه الأداة , فإنكم في المقابل يجب أن تحترموا أهداف الإستجواب والعلة من صياغتها في الدستور ... وكذلك لاتغضبوا من عدم نجاح استجواباتكم , والسبب هنا , ليس لأن الحكومة تسيطر على نواب , بل لأن هؤلاء النواب ليسوا مقتنعين بما تفعلونه , وليس كل من لم يكن معكم غير وطني ومتكسب كما ترددون , بل أصلا التكتيك الحكومي تحت قبة البرلمان مادام في إطار الدستور , غير مستهجن بل حقا مكتسبا , وأنتم كثرا مامارستم التكتيك لتمرير مشاريع , وهذا التكتيك كثيرا ماشارك فيه نواب يؤيدون سمو الرئيس , فهل هؤلاء النواب غير وطنيين بتكتيكهم معكم ؟؟.. هنا , آراء الأعضاء هي من تسيرهم وتحدد تصويتهم , وفي كل الحالات يجب أن تحترموا من معكم وضدكم فتتجنبوا التشكيك والتخوين .. فكل عضو له رأيه وموقفه النابع من إيمانه بما قرر .

" جريدة حديث المدينة الإلكترونية "