الثلاثاء، 22 مارس 2011

أمثلة حية على تحريك الشيوخ نوابا ضد الحكومة.. لجمهم بوابة معالجة الأوضاع السياسية


***أجنحة في الأسرة الحاكمة طامعة بمنصب الشيخ ناصر وتعمل على ضربه لإحراجه أمام الأمير والشارع الكويتي

***شيوخ أصبحوا معروفين بالإسم وما يفعلون ومايوجهون غيرهم إليه..صار لهم نواب وكتاب وصحف يأتمرون بأمرهم

****** محمد الصباح غمز ولمز حول تأييد حق الشعوب في الخروج على حكومات أنظمة.. وأحداث أزمة الحكم في مخيلته

*** فهد سالم العلي يسخر جريدته وقنواته الفضائية لضرب الشيخ ناصر ويجذب نوابا يحاربونه

***هل نسي سعود الناصر تحركاته نحو عقد حوار مع القوى السياسية يُستبعد منه رئيس الحكومة؟ ..هل نسي تصريحاته المساندة لمحمد الجاسم والمنددة بسمو الرئيس

***الحقيقة الأكيدة لتهدئة الاوضاع السياسية في الكويت هي لجم شيوخ تلاطمت مصالحهم وتشتت أمانيهم

*** نخشى تدخلات خارجية في ممارسات نوابنا .. فهذا إن كان اليوم يتردد همسا .. فغدا قد نراه واقعا مُعاشا

*** شيوخ دخلوا على الخط وتبنوا نوابا .. فانقلبوا على سمو الرئيس رغم أنهم كانوا يمتدحونه سابقا


الحقيقة المؤكدة التي يدركها كل متابعي الحياة السياسية في الكويت , ما اشار إليها النائب علي العمير في لقاء صحافي نشر اخيرا , وكذلك تناولها غيره تصريحا أو تلميحا , وهي ان " أجنحة في الأسرة الحاكمة طامعة بمنصب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد , وتعمل على ضربه بطرق مشروعة وغير مشروعة , لإحراجه أمام الشارع الكويتي , وإظهاره أمام سمو أمير البلاد بأنه شخصية غير قادرة على إدارة شؤون الحكومة , وبالتالي ضرورة تغييره وتعيين آخر بدلا منه " .

والواقع أن المتفحص بهذه الحقيقة , لايجد شكا في صحتها , فهي واضحة كوضوح الشمس , والمسألة لم تعد لغزا أو سرا يُكتم .. فهؤلاء الشيوخ الذين أصبحوا معروفين بالإسم وما يفعلون ومايوجهون غيرهم إليه , صار لهم نواب يأتمرون بأمرهم وكتاب وصحف تكتب وتتبنى مواقفهم , وتنفذ مايريدون في توجيه السهام إلى سمو الشيخ ناصر المحمد , بما هو صحيح وغير صحيح .. بل تأجيج الصغائر وتهويلها , وممارسة ديكتاتورية الرأي والموقف ضد العقلاء من النواب , والطعن في ذمم ووطنية من يعاكس هذه الأساليب , ووصف مساندي سمو الرئيس بالتكسب واللاوطنية وبيع الكويت , وتهم ما أنزل الله بها من سلطان .. لكنها ضرورية لهؤلاء " المسترزقين المسيئين لأنفسهم ووطنهم " .

إن الهجوم على سمو الشيخ ناصر المحمد لايستند إلى أدلة منطقية ..ومايثار حوله من اتهامات يرفضها الواقع جملة وتفصيلا .. فسموه حريص على الديموقراطية والحريات والإصلاح والإنجاز والتعاون مع البرلمان بصدق , وربط أقواله بالأفعال , لكن المؤججين ضده يتنكرون كل هذا ويقلبون الحقائق إلى نقائضها , بل يصرون على ذلك ويخالفون مبادئهم وماكانوا يقولونه عن سمو الرئيس قبل عهد قريب , حيث أكدوا حينها مرارا وتكرارا أنه " الإصلاحي الحقيقي .. وفي عهده غدت الحكومة تمارس الإصلاح وتعمل من اجله , وتحارب الفساد وتتصدى للمفسدين " .

كل هذا تغير , لأن شيوخا دخلوا على الخط , وتبنوا هؤلاء النواب ودعموهم إعلاميا وماليا لكي تتحقق المصلحة المشتركة .. فهل غريب مانراه من فهد سالم العلي عندما يسخر جريدته المستقبل وقنواته الفضائية لضرب الشيخ ناصر , ويجذب نوابا إلى صف مناوئيه ؟ .. هذا ليس سرا , بل واضح كالنهار .

أليس غريبا ان يتحرك سعود الناصر باتجاه نواب وتكتلات قبلية كان في يوم من الأيام لايعيرهم انتباها ولاينظر إليهم بعين .. واليوم يتبناهم ويحتضن أنشطتهم بلقاءات مباشرة علنية , ويدعمون خطواته .. والهدف واضح هو ضرب الشيخ ناصر ؟؟ .. هل نسي سعود الناصر تحركاته نحو عقد حوار مع القوى السياسية , يُستبعد منه رئيس الحكومة؟ ..هل نسي تصريحاته المساندة للكاتب الصحافي محمد الجاسم والمنددة بسمو الرئيس , رغم أن الموضوع كان دعوى قضائية اساء فيها الجاسم صراحة للشيخ ناصر؟.


القائمة طويلة , لكنها حتما تضم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد الصباح .. فغمزه ولمزه حول تأييد حق الشعوب في الخروج على حكومات أنظمة بلدانهم كلمة حق اريد بها باطل .. فهو لم يحدد متى يكون الخروج منطقيا , وهل الكويت من ضمن ما يقصد أو مشمولة به؟ .. بل لم يكلف نفسه عناء الدفاع عن حكومته التي يحتل فيها موقع المسؤول الرابع .. يتحدث بطريقة خجولة عن حكومته وأداء رئيسها , وكأنه مؤيد لمطالبات غوغائية , لعلها تفسح المجال امامه لرئاسة الحكومة .

والواقع ان حلم محمد الصباح برئاسة الحكومة كبير جدا .. فهو يعتبر نفسه أحق بها من غيره , لاسيما بعد أحداث أزمة الحكم في 2006 , بل وفي 2003 عندما صدر فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء .. محمد الصباح يعتقد ان فرعه في الأسرة اُستبعد من رئاسة الحكومة , ولذا يريد استرجاع هذا الحق كما يعتقد .. وتصرفاته مع النواب والأطراف السياسية لاتنفي ذلك .

نعم ... شيوخ كُثر يعملون ضد الشيخ ناصر المحمد ويحاربونه طمعا في منصبه .. ومن الصعب حصرهم جميعا .. فهذه أمثلة .. لكن المؤكد أن أداء الشيخ ناصر وبروز إصلاحاته الحكومية رغم محاولات خصومه إخفاء هذه الحقيقة , هو من جعله إلى هذه اللحظة صامدا في وجه الرياح العاتية والسهام المصوبة نحو صدره .. وهو ماجعل سمو الأمير يثق به ويجدد تعيينه في موقعه , والغالبية البرلمانية تمنحه ثقتها أكثر من مرة .

ولذا , فإن الحقيقة الأكيدة لتهدئة الاوضاع السياسية في الكويت , هي لجم شيوخ تلاطمت مصالحهم وتشتت أمانيهم , وكل واحد منهم يريد ان يصبح رئيسا للحكومة .. فإن نجحت الأسرة الحاكمة في ذلك , فحتما لن نجد نوابا يسيئون الادب , ويتبجحون في المخالفات الدستورية وتأجيج البلد بممارسات لا علاقة لها بالاصول البرلمانية .. وإذا لم نفعل , فإننا لن نستبعد أن " الأمر يتحول إلى تدخلات خارجية في ممارسات نوابنا .. فهذا إن كان اليوم يتردد همسا .. فغدا , قد نراه واقعا مُعاشا " .. وتلك هي الطامة الكبرى .

" جريد حديث المدينة الإلكترونية "
www.citytalks.co.uk