أعتلال سياسي

الاصوات التي تنادي بالدوائر العشر أو من تنادي بالدائرة الواحدة وكانت بالأمس القريب برتقالية الهوى تطالب وتظاهر بالخمس الدوائر ، وأيضا تلك التي نادت قبل 6 سنوات بفصل رئاسة الوزراء عن ولاية العهد هي ذاتها التي نادت اليوم بالدمج وأخرى مؤيدة على أستحياء ، هذا الموقف يطرح تساؤلات أو يعيد طرح تساؤلات قائمة مذ سنين في المشهد السياسي الكويتي أين مكامن الخلل والعلة الحقيقية في الحالة السياسية الكويتية ،
أن كنا نريد أن نصل إلي حالة أستقرار سياسي بالبلد يجب علينا أولا أن نعترف بوجود عله وخلل بالفكر السياسي الكويتي ونتاجه ونتحرك نحو أصلاحه قبل مطالباتنا بالأصلاح السياسي وأي قضية تأتي بعدها فالبلد بقضاياه لا تضع قيد المراهنه على مطالبات فكر سرعان ما تتبدل وتتغير ، فمن طالب قبل 3 سنوات بالخمس الدوائر نراه اليوم يتحدث عن الدائرة الواحدة غافلا أو ربما كان يجهل أن الدوائر وتغييرها أمر يدخل البلد بنظام سياسي جديد من خلال نتائج النظام الأنتخابي و نتاج فكر الشـــــارع ، فأي اصلاح سياسي قابل للتنفيذ في ظل المتغيرات في النظام الأنتخابي المتغير ومعطياته و هل لمن نادي بالخمس الدوائر الحق اليوم المطالبة بالواحدة ومعارضة الحكومة في حال اصدار مرسوم ضرورة بتغيير الدوائر للعشر ، فبعد فشل الدوائر الخمس بمخرجاتها وسلبياتها وانعكاس فشلها على الحالة السياسية الكويتية أليس من المفروض أن يسأل أهل الخمس لماذا طالبنا في الخمس وهل كانت بعد دراسة متأنية و وافية ام ان البلد أصيحت أسيرة خروج ساحة الأرادة والصوت العالــــــــي .
متى يدرك الشارع الكويتي بفكره أنه يحتاج مصارحه ومكاشفه وأنه يتحمل الجزء الأكبر من الأخفاق السياسي ، وأن الرهان عليه ينقاد وليس قائد وأنه يتـبع ولا يُتبع ويتحرك ولا يٌحرك .