الأربعاء، 11 مارس 2009

الدكتور عبدالله النفيسي

جزء من مقابلة للدكتور عبدالله النفيسي :
الكويتيين أهل " هبه " وأهل " طماشة "
هذا أسلوب منقصه للحكومة وأسلوب بربري بالتعامل ومتخلف تماما ويعطيك صورة عن العقلية التي وراء الحدث صورة عنها وعن تكوينها النفسي وكانت عملية " بلطجة " أكثر منها قرار سياسي مدروس وعلمنا من أن المسألة " معافر " أكثر منها قرار سياسي ، والتقينا بعدها عند الرئيس أحمد السعدون في بيته لندرس الخيارات والتحركات ، بعدها خلصنا بعد المداولات أن الناس بالكويت ليسوا معك و غير حريصين على المجلس وبالتالي يجب علينا التريث بالتحرك والصبر إلي أن تنضج المسألة قليلا وتتخبط الحكومة في طريقها . لذلك أصبح هناك نوع من البيات للقوى السياسية . أنا شخصيا ارتحت جدا عندما صدر قرار الحل فقد حسيت بانفراجة كبيرة قرار حل المجلس أنقذني من هذا الفخ الكبير الذي هو مجلس الأمة .وبالمقابل كانت الحالة العامة مستسلمة جدا وخصوصا أن خطاب الحل حمل النواب مسؤوليات كبيرة لأخطاء الحكومةوبدأت الناس بعد شهرين بالضجر وعموما الكويتيين كانوا أهل " هبه " وأهل الطماشة على كل مستوى ، حتى أني أذكر في ندوة عملت في تلك الفترة وكانت في البر والغريب أن عدد السيارات الواقفة عند المخيم تتجاوز ال 2000 سيارة فقال لي أحد النواب هل رأيت كيف أهل الكويت يعشقون السياسة يريدون أن يعرفون الواقع السياسي و يفهون حتى بالصحراء معانا؟فضحكت فسألني لماذا تضحك يا النفيسي؟ فأجبته ترى جايين يتطمشون علينا مو يسمعونا أحنا لهم لسنا أكثر من فيلم أبيض وأسود يمثل فيه عبد الفتاح القصري جاي يتطمشون علينا ساعتين ويمشي ، وأنت محسن الظن فيهم كثيرا.
وبعد أجتماعات مطولة في بيت النائب أحمد السعدون قررنا أن نبدأ التحرك المستمر وتفجير دؤوب للرأي العام الكويتي وبدأ الشارع يضج مما حصل " فراحت السكرة وجاءت الفكرة " بالنسبة للناس وهنا حدثت دواوين الاثنين وكانت ناجحة في تحريك الشارع الكويتي للمطالبة بمجلس الأمة والعودة للعمل بالحياة النيابية.
رئيس المجلس يقول اللي يوافق يرفع ريله!وللأسف تخللت فترة دواوين الاثنين عمليات قمع رهيبة قبيحة وقنابل دخان ولوريات مليانه كلاب بوليسية ، وهذه ليست من شيم الكويتيين أن تكون هذه حالنا ، وهذه كبوة كبيرة من السلطة والحكومة الكويتية ، وعمليات التصنت وعملية التهديد المستمر وعملية الرسائل التي كانوا يرسلونها ، يعني ممارسات صبيانية وغير رشيدة مما جعل الجو مر ، وليست معارضه شريفة وسلطة مما زاد من حدت التوتر في الكويت مما يصعب علينا أن نجلس وندون ونكتب الأحداث المتسارعة أو حتى أن تتخذ مبادرة تصلح بين الحكومة والمجلس وتجد مخرج حتى داهمنا الغزو ، فالغزو داهم الحكومة وداهمنا وكان ما كان.

فالفترة هذه فعلا تحتاج إلى تأريخ وبحاجه إلى تحمل المسئولية ولا ننسى أيضا مهزلة المجلس الوطني مهزلة كبيرة ما كان ينبغي للحكومة أو السلطة أن تسقط فيها، واختاروا أشخاص غير مناسبين ، حتى أن الجلسات كانت مهزلة ، وأتذكر الرئيس كان يقول اللي موافق يرفع إيده أو ريله يعني هذا ما كان يجب أن يحدث في البرلمان الكويتي ، وكان هذا نوع من السخرية من التجربة والهزأ من المؤسسة، فهل هذا الشيء كان مقصود ؟ وبعد كل هذه الأحداث التي تحدثنا عنها على عجل دون أن نغوص فيها فجعنا بالغزو
الحوار كامل للدكتور عبدالله النفيسي على صحيفة جنوب السرة

ليست هناك تعليقات: