الثلاثاء، 26 فبراير 2008

قصة حب مجوسية


عبدالرحمن منيف كاتب متميزمن الصعب تجد لأسلوبه بالرواية مصطلح من المصطلحات المعتادة لدرجة أنك تشعر بأنه يسطو على اللحظة عندما تقرأ له ويوقف الزمن بينك وبين كلماته ,,, عبدالرحمن منيف روائي سعودي الجنسية سحبت الجنسية السعودية منه أيام المشروع العربي القومي لنشاطه السياسي الذي لم يهدأ حتى عندما عاش الإبعاد والنفي فظل يتنقل من بلد إلي بلد حتى سميه بالمترحل الأبدي ........؟
روايته قصة حب مجوسية رواية رائعة تجعلك تشعر بأنك تسبح في نهر روائي مستمتع وأنت تسابق نهر الكلمات بالجريان ,فالكاتب طرح في روايته العلاقة بين الشرق والغرب طرحآ ضمنيآ معتمد على الأبعاد الوجودية , والأمكانات المتوافرة في الغرب لأكتشاف الذات الأنسانية ومن أمكانيات الروائي المبدع أن جعل بطل الرواية مجرد من اللقب لا أسم له, و يصور من خلال علاقته بليليان أغترابه عن العالم ليس بسبب التباين الثقافي والروحي بل التأثر بالفكر الوجودي من خلال جملة في الرواية عندما قال لو قلت لكم أن حياة البشر أشبه خطوط سكة الحديد فهل تفهمون ما عنيته ,,,,,منذ اليداية نفقد اللغة المشتركة , ليس بيننا شئ مشترك ليس لديكم تجاهي حتى الرغبة أن تفقهوا لا يهمني بدأت الرحلة وحيدة وسأنتهي وحيدآ ..؟
الكاتب تناول في روايته الحب العاثر ولكنه الحب القافز فوق الحظ والأحباط واليأس من خلال قوة يبديها الروائي لبطل الرواية فجعل منه حتى بأغترابه قوي فقد جعل من القارئ مستمع ومنصت من خلال أسلوب متميز أستخدمه عبدالرحمن منيف بضمير المخاطبة بين بطل الرواية والقارئ فتحدث للقارئ كثيرة محاورآ ومعاتبآ وأحيانأ غاضبآ وساخطآ على الأعراف الدنيوية
فقد بدأ عبدالرحمن منيف الرواية
لا أطلب منكم الرحمة ولا أريد عطفكم أذا كنتم محسنين فامنحوا صدقاتكم للمتسولين . فأنا لست متسول ولا مسكينآ , كما لا أعتبر نفسي لصآ او قاطع طريق ومع ذلك فإن لي مشكلة ومشكلتي دون كلمات كبيرة أن الألم يعتصر قلبي ليس هذا جديدآ بالنسبة للحياة التي أعيشها لكن الأمر في لحظات معينة يبلغ حد لا أستطيع أحتماله وما دام الأمر هكذا فأن الكلمات وسيلة لأنقاذي لست متأكدآ أتصور ذلك ويحتمل أن يكون الحديث خاصة معكم ألمآ جديدآ أتلقاة في عيونك الساخرة لا يهم قولوا أي شئ ومع ذلك يجب أن أتكلم,,,,,,؟
فالرواية بسيطة بقصتها التي تتلخص بأن البطل أحب أمرأة متزوجة صادفها في رحلة وتعايش مع هذا الحب بداخل عقله ,, لكنه عشق و وله ضمن حسابات الأحتياج الذي تعاني منه نفسه حتى صور لنا أن النظر بوجه معشوقته من بعيد بأنها لحظة تظفر الروح والنفس بأحتياجها بل وعادل تلك اللحظة بنشوة المحاربين جميعهم بأنتصارات حروب الدنيا بأسرها ,,,,حتى تغدو لحظات القارئ تتأرجح ما بين هزائم وأنتصارات وتسيطر الهزائم أكثر حتى تكون الكلمة هزيمة تسقط ما قبلها من هزيمة الكلمة ,,,حتى يدخل القارئ بحوار مع الكاتب دون أن يدرك فأستنطاق الهزائم يكون بعض الأوقات العلاج الملائم .. وتلك ما أستطاع الكاتب أن يجر القارئ لشجار متواصل بين الراوي والقارئ من خلال الجمل السردية التي تعتمد عليها الرواية حتى تصل بالبناء السردي للرواية والرأي الواحد , فالكاتب يبين بالرواية قيم ذاتية كبيرة يحملها حتى أنه ينظر للعالم من قمته العالية فيتصارع مع القارئ ين الأعلى والأدني ,فترى الفلسفة الذاتية والفلسفة العقلانية هي من تدير الصراع بين القارئ والكاتب وحاول الكاتب تنويع الحديث للقراء كلآ على حسب تكوينه الأجتماعي والثقافي وكلآ على خصوصيته
الرواية ستجعل القارئ يغضب ويشفق على البطل فلن تجد أكثر من البطل باحث عن الحزن في ذاكرته ولن تجد اكثر من البطل معذب لنفسه
فما أصعب حال الرجل أن كان في بحث دائم للحب ولا يجده إلا في خريف العمر وهو حب عابر لكن جعل منه حب أفلاطوني خالد في ذاكرته
تجد كلمات الروائي في آخر الرواية يقول (الآن وقد أنتهيت أشعر أن الكلمات والحروف يا ئسة لدرجة أنكر أن تكون ليليان في مثل هذة الكلمات ليليان أكثر رقة أكثر فرحآ وحزنآ من كل ما ذكرته لكم , لكن ماذا أفعل أزاء تلك اللغة البائسة الذليلة؟
لا أملك شيئآ ما زالت ليليان شامخة راكضة في ذاكرتي تتسلق دمي في كل لحظة تبكيني تفرحني لا أيها الناس أنها تنتظرني في المحطة القادمة نعم المحطة القادمة لا أعرف محطة الترام الباص ولكنها تنتظر في مكان ما تنتظر سألتقى بها ولا تسخروا بالتأكيد سألتقى بها,,,؟
من الصعب أن تلخص رواية عبدالرحمن منيف قصة حب مجوسية فقارئها ينتقل من شجار إلي آخر مع المؤلف تارة معترض على فلسفة الكاتب وتارة أخرى تراه بين كلمات الكاتب التي تكون مرآة لمرحلة في حياة القارئ ومواجه القارئ ببحثه المتواصل عن محبوب يكون كليليان ليطلق العنان لعالمه الرومانسي والخواطر المتجردة ,,,,,,,,,,,,,,,,؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول عبدالرحمن منيف متساءل من هو المحب الخالد ....هو المحب المهزوم والمحب الظافر ...الظافرلأنه أغرى الناس أن يتحدثوا عن ظفره والمهزوم لأن الناس يحبون أن يظهروا ظافرين ولا يريدون نهاية مثل نهايته,,,,,,,,,.؟؟

هناك 18 تعليقًا:

bass يقول...

عزيزتي

ما أجمل الحب ؟
و لم تكذب أم كلثوم عندما قالت " و قبلت أنت ولقيتك تغير كل حياتي ماعرفش الزاي حبيتك ما عرفش الزاي ياحياتي ".

وين ألاقي هالرواية ؟؟

دمت بحب وود

Unknown يقول...

هذيان

سؤال ليش أسحبوا جنسيته؟؟



دمت بود

ولد الديرة يقول...

http://www.daralhayat.com/culture/01-2004/20040124-25P16-05.txt/story.html

ولد الديرة يقول...

نسيت

شكرا :)

هذيان يقول...

عزيزتي بس

ما أجمل الحب ,,,,,,,صحيح في زمن اللاحب
أسحبوا جنسيته في مشروع عبدالناصر القومية كثيرآ من العرب أصابتهم لوثت القومية المزيفة دون أدراك ماهية الموضوع
حبيبتي هل تعتقدين أن هناك قومية وعروبة تبنى على دم
الكاتب تأثر بالموضوع كثيرآ حتى أنه بعد طرده من السعودية ذهب للعراق و والدته كانت عراقية ومارس نشاطه السياسي وطرد من العراق وأستقر في سوريا

لكن المؤلم أن بعد وفاته عزت السعودية به وعرضت على عائلته أن تنقل جثمانه بطائرة خاصة ليدفن في السعودية وأن تعطي أبناءه الجنسية السعودية وتتكفل بهم ؟؟؟؟؟؟

عزيزتي أن كان هناك إيميل في مدونتك سأراسلك لأبعث لك بالرواية لست على علم أن كانت موجودة بالكويت ,,,فأنا جلبتها من الخارج ...؟
أو أبعثي لي إيميلك وسوف نرى كيف أوصلها لك .....حاضرين يا بس

هذيان يقول...

ولد الديرة

مشكور على الرابط

عساك عالقوة

bass يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
enter-q8 يقول...

والمهزوم لأن الناس يحبون أن يظهروا ظافرين ولا يريدون نهاية مثل نهايته

عجيب يالمنيف

و شكراً هذيان لتعريفنا به

تحياتي

هذيان يقول...

عزيزتي بس

وصل الإيميل وحذف الرسالة احترام لخصوصيتك وبعثتلج ايميل

هذيان يقول...

enter_q8


الرواية جميلة جدآ إلي درجة
أنني قرأت وأنا لا أريد لنفسي أن تعي بأنها تدرك أنها أستوعبت ما قرأت

ألم أقل أن أستنطاق الهزائم أحيانأ يكون علاج ملائم

فتكون كالذي يفرح لقتل كلمات الكاتب وتفرح أحرف الكلمات بأحتضار فرحك الكاذب


شكرآ لكنها من الروايات الجميلة لكاتب ذكي ومبدع

Eng_Q8 يقول...

نايس مع اني مااقرى روايات

متطرّف جدًا يقول...

اهو بتاع "شرق المتوسّط" ؟


دايما رواياته تتسم بالكئابة

هذيان يقول...

engq8


أحيان تحتاج أن تطلع من الجو السائد بهكذا روايات

هذيان يقول...

suhail

مين اللي كئيب الشرق المتوسط

من زمان

غير معرف يقول...

ذكرني قوله بأن حياة الإنسان أشبه بسكة الحديد ، مقارنةالكاتب باولو كويلو في أحد رواياته العلاقة الإنسانية بسكة الحديد أيضا ، يبدو أن توارد الخواطر فعلا شيء موجود و أن سكة الحديد ملهمة جدا ، بأي حال ، هل يمكنني الحصول على الرواية ؟ يبدو أنها تستحق القراءة فعلا

هذيان يقول...

black honey

أبشر أفا

قبل لا أكتب ردي أتصلت وطلبتها لك
هي مش بالكويت ت تباع بس يومين وتوصل نسخة لك

النسخة اللي عندي أخذتها العزيزة بس
أبشر ومن عيني

Unknown يقول...

أأحببت القصة من خلال تخليصك لها وكلامكعنها فهى شيقة ومحاكية للواقع بشكل كبير
على الاقل واقعى

سأحاول شرائها
ام الحب فأعتقد ان ما يجعل من خالدا
هو كونه مستحيل اوعدم الزفر به

اسلوبك جدا رائع وجميل
كل الاحترام

ريحانة مصر

فضيلة الجنابي يقول...

لقدقرات هذه القصه منذسنوات ولاتزال تسكن ذاكراتي ولقدعشت جانباًمنهافي حياتي الخاصه الحب الافلاطوني موجودفي كل عصر00قرات اغلب رواياته كاتب جيدوله لغه تدخل القلب لانه تذكرك بشيء فقدته اوتحتاجه