الصمت الرهيب

اليوم كنت جالسة مع عمتي و والدتي كعادتنا دائمآ منذ بداية البرد أمام الفحم للهروب من برودة الجو الذي جعلنا نترحم على أيام الصيف
عمتي دائمآ تعشق أن يكون التلفاز على قناة روتانا زمان فهي تعشق الأفلام المصرية القديمة الرومانسية كما انها تعشقني فأنا بالنسبة لها أبنتها التي لم ترزقها بها الحياة وأنا كذلك أحبها كثيرآ وأحس أنني محظوظة أذ رزقني الله بوالدتان وليست واحدة , وأيضآ هي من نسب والدي بالنقطة تلك عنصرية بحته أنا ......كان فيلم الشموع السوداء يعرض في تلك اللحظات عمتي تعشق هذا الفيلم .. فتفاجأة أن والدتي وعمتي قد عاشا في أندماج منسجمتين مع أحداث الفيلم متفاعلتان مع بطل الفيلم صلاح سليم تتنهدتان بحسرة على نظرات بطلة الفيلم نجاة فجلست أتابع لحظات تتبعهما بدقة ,,,,,أنا أعشق نجاة ربما نكاية بوالدتي فقد كان والدي رحمت الله عليه من عشاق نجاة فأثر بي ذلك كثيرآ
لا اخفي لكم سرآ لقد أحسست أنني وصلت إلي مشاعرهما من خلال عيناهما فوالدتي أحسست أنها تستعيد ذكرياتها مع نجاة مره , وبعدها أحس غيرتها من نجاة ,,, وعمتي صديقتنا وقريبة جدآ لنا وهي رومانسية جدآ تحب الحب ربما لأنها لم ترزق بأطفال وأنفصلت بعد ذلك,, عمتي أنسانة رائعة كثيرآ ... ؟
كنت أتابعهما وأنا أضحك لغاية ما وصل غناء نجاة لا تكذبي فكنت قد أختزلت ما فات من وقت وهما يعيشان شغف الذكريات في لحظة مرت على عندما بدأت تردد كلمات كامل الشناوي في ذاك المقطع بالذات أنه رائع وعميق باللحظات المتناقضة التي تمزق ما بعدها من لحظة



ماذا اقول لأدمع سفحتها أشواقي إليك
ماذا اقول لأضلع مزقتها خوفآ عليك
أقول هانت ... أقول خانت
أقولها .. لو قلتها أشفي غليلي
يا ويلتي
لا لن أقول أنا ... فقولي
لا تخجلي لا تفزعي مني فلست بثائر
أنقذتني من زيف أحلامي وغدر مشاعري
فرأيت أنك كنت لي قيداحرصت العمر أن لا أكسره فكسرته
ورأيت أنك كنت لي ذنب سأل الله أن لا يغفره فغفرته


تبآ لك إليها الرجل كيف تعرف مشاعرك ان تصيغ تلك الكلمات الجميلة وأنت كما كل الرجال تجهل المرأة ومشاعرها ..... كم من أمرأة تاهت تغوض في كيان الرجل باحثة عن ذاك المخلوق المختبأ بين أضلاع الرجل ....نعم فالرجل يحمل بداخله عشرون رجل جميعهم ثائرون يتفننون في أنتقاء لحظات الجنون ولحظات كسر القيود والتشفي والأهواء غير مكترثين بمشاعر المرأة إلا ذلك الرجل الأخير المختبأ بين أضلاع نفسه .... ذاك ما تحتاجه المرأة ذاك المذنب الذي طالما سأل الله ان لا يغفره ... فغفره وتلاشى من بين مشاعر المرأة وأصبح منسية
لا محل له في ذكريات الروح ولا تنهيدة له في النفس ......تبآ للذكريات ولروتانا زمان وللشموع السوداء .. وللبرد الذي عاد النفس شوقآ إلي دفء الذكريات في صمتآ رهيب .... وماذا اقول لأضلع مزقتها خوف عليك ..... أقول هانت لا لن أقول أنا ...... فقول؟
يبدوا أن لحظات والدتي وعمتي جدآ مختلفة عن لحظتي .. فكانت لحظاتهم شوقآ للذكريات وكانت لحظتي كرهآ بروتانا والشموع كلها