الخميس، 28 أبريل 2011

لا تتحدثوا عن الدستور حول فترة تشكيل الحكومة..التزموا نصوصه أولا وطبقوا أصول الديموقراطية


***سيناريواتهم ضد سمو الرئيس جرائم لسفك الدستور واستباحته وانتهاك الديموقراطية والأصول البرلمانية

***الشيخ ناصر المحمد رئيس الحكومة بمباركة أميرية وثقة برلمانية وتأييد شعبي..وهي حقيقة تغمضون عيونكم عنها..لأنها تكشف انكم غثاء كغثاء السيل والرئيس جبل اشم

*** تجاوز رئيس الحكومة الاستجوابات امر طبيعي لان سموه ملتزم الدستور ولم يتجاوزه .. ومستجوبوه نهجهم خلاف مايعلنون فخسروا الرهان وتضاعفت آلامهم وتعمقت جراحهم

***الحقيقة في تشكيل الحكومة وفقا لدستور 1962 وليس دستور نواب الشخصانية هي أن فترة الأسبوعين محددة لمن يشكل الحكومة في بداية الفصل التشريعي لمجلس الأمة فقط

***الدستور الذي اتفق عليه الكويتيون جعل مجلس الأمة بيت الشعب والحوار مسلكا ووسيلة تشريع واتفاق لكن البراك وشلةالدستوريين الجدد ارتضوا الغوغائية وسيلة وغاية

***السعدون فقد بوصلته وانغمس في وحل تحالفات وبحث عن أمجاد وتاه في دروب الإنتقام وتصفية الحسابات فغدا أول من يذبح الدستور ويلتف عليه ويُنزفُ لوائحه أكثر من غيره

***لأن أفعالكم المستهجنة كثيرة لم يكن غريبا أن يعيب عليكم نواب ممن تغازلونهم توجهاتكم لاستجواب سمو الرئيس

***كنتم تمتدحون الشيخ ناصر في 2008 ولم تثيروا تأخر تشكيل الحكومة..ولما رفض طلباتكم غير القانونية انقلبتم عليه وهددتم باستجوابه لتأخر الوزارة!!كفاكم لعبا

***كتلة العمل الوطني لاتريد أن تُتهم مرة أخرى بمخالفة الدستور ..والمهددون باستجواب الرئيس لايهمهم انتهاك الدستور ووضع لوائحه تحت الأقدام لأجل مصالحهم

***الشيخ ناصر ممدودة يده للجميع.. يقنعهم ويقنعونه من خلال نصوص الدستور .. لكن الشخصانيين أهل العداوة المسبقة يعتقدون ان هذه تحالفات ويفسرونها بغير حقيقتها


يثير السخرية بعض النواب وهم يتحدثون عن الدستور ويفصلون مواده ويُنظرون في لوائحه ومايجيزه ومايرفضه .. يتشدقون بفهم نصوصه ومعرفة تفاصيله ودقائقه ,لكنهم في حقيقة الأمر لايفهمون منه إلا كلمات محشورة بين دفتي كتابه فقط , والدستور ليس عبارات ومفردات , بل فعل وممارسات على ارض الواقع .. وهم عن ذلك بعيدون .

الرجال الذين صاغوا الدستور واقروه في 1962 أرادوه طريقا لإقامة الوطن ومنظما لحياة المواطنين ومسارا للأجيال , يحتكمون إليه عند الإختلاف , ويلتقون حوله على اختلاف مشاربهم وتعدد آرائهم ... هذا هو عهد الكويتيين الآباء المؤسسين للديموقراطية كمنهج بناء للكويت , وهو الأمانة التي سلموها لمن جاء بعدهم .. وصيتهم صون الدستور والعمل بنصوصه والتزام روحه .

لكن البعض لم يكن على قدر العهد , وطعن وصية الآباء في الصميم .. وضع دستور 1962 على الرف , فلم يأخذ منه إلا الإسم فقط , وعمل على ان يخط له دستورا جديدا مفصلا لمصالحه وأجنداته ... فكانوا بحق الدستوريين الجدد .. راح الرجال الاوائل , وجاء زمن مسلم البراك ووليد الطبطبائي وفيصل المسلم وجمعان الحربش ومحمد هايف ومبارك الوعلان وضيف الله أبورمية وفلاح الصواغ وخالد الطاحوس .. وآخر إسمه احمد السعدون , فقد بوصلته وتخلى عن عهوده وضل مساره , وانغمس في وحل تحالفات وبحث عن أمجاد ولت وكرسي ورئاسة لم يعد يريدانه , وتاه في دروب الإنتقام وتصفية الحسابات , فغدا أول من يذبح الدستور ويلتف عليه ويُنزفُ لوائحه أكثر من غيره .. ليصبح ذنبه أكبر واشد .. فما كان منتظرا منه بحكم سنه وخبرته , أن يكون نصيرا صارما لوثيقة 1962 بنصوصها الحقيقية , وليس ناشدا تفسيرات هو يريدها ويهدف إليها , رغم علمه ان ما يردده , ينكره جهابذة الدستور وعلمائه وخبرائه .. وهم أكثر دراية من السعدون , واساتذة لصغار يسمون أنفسهم خبراء دستوريين , يتأتئون بتفاسير يوجهونها الوجهة التي تخدم من يريدون ويسيرون في ركابهم .

هؤلاء الدستوريون الجدد , لا علاقة لهم بالدستور إطلاقا , فبعضهم يتحدث عن الحريات وهو يفزع غاضبا كابتا كل فكر يخالفه , وآخر يتشدق بالمساواة والعدالة الإجتماعية ولايدرك منها إلا وساطات يمشي بها لجماعته وقواعده مخالفة للقانون , وعلى حساب كويتيين أحق ممن نالوا حقوقهم.. هؤلاء أبدعوا في انتقاء من الدستور مايحلو لهم لخدمة نهجهم , وما لايجدون فيه فائدة التفوا عليه ووضعوه وراء ظهورهم .. رغم أن الدستور كتلة واحدة , يؤخذ كله , او لاتتحدثون عنه إطلاقا .

الدستور الذي اتفق عليه الكويتيون جعل مجلس الأمة بيت الشعب , والحوار مسلكا ووسيلة تشريع واتفاق , لكن الدستوريين الجدد نسفوا كل ذلك , وارتضوا الغوغائية وسيلة وغاية .. هذا هو منهجهم الحقيقي .. أقلية يريدون فرض دستورهم الجديد علينا .. بلا خجل أوحياء .. يرتكبون المعاصي كلها , ويرمون ذنوبهم على غيرهم , مرة على الحكومة وأخرى على من يخالفهم ويعيب عليهم مسلكهم الفاجر .. يهدمون البلد ومقدراته ويعطلون بناءه ويهددون استقراره وامنه .. ثم يقولون أنهم يدافعون عن الدستور!! .. بئس الدستور الذي تسلكونه .. دستور 1962 بريء منكم , ومؤسسوه يتنكرون لافعالكم وجرائمكم .

إن دستوركم الجديد يانواب الفجور , هو كيفية وضع العراقيل امام الحكومة وتعطيل خططها , والتحالف على زرع الشوك في طريق سمو الشيخ ناصر المحمد , لعله يبتعد عن منصبه ... هذا تفعلونه يوميا , فهل هذا فيه شيء من دستور 1962 ؟؟.. عندما تجهزون الاستجوابات الشخصانية لحكومة لاتعرفون أسماء اعضائها , هل هو عمل دستوري ؟؟.. عدم احترامكم الغالبية وشعب يستنكر أفعالكم ويحتقر ندواتكم ويقاطع تظاهراتكم .. هل هو من نصوص الدستور؟.. إن هذا دستوركم وليس دستور الشعب الكويتي .. دستور صغتموه في لقاءات مشبوهة , تتآمرون فيها على البلد ومقدراته .

القضية ليست قضية الحكومة والموضوع ليس سمو الشيخ ناصر المحمد ... فإذا كانت الحكومة مخطئة أو مقصرة يمكنكم إصلاح اعوجاجها بالدستور وتستطيعون ذلك .. بل ان الحكومة ستساعدكم على طي الخطأ , لأنها تبتغي الطريق القويم , لكنكم تحاولون إنكار فعلها .. وإذا كانت كما تقولون , فالدرب سانح أمامكم لكشفها , بالتزامكم دستور 1962 , وليس دستوركم الجديد .. أما إن بدت قضيتكم الحقيقية الشيخ ناصر المحمد , فهذه قاعة عبدالله السالم ونصوص الدستور واضحة تنتظركم .. سيروا عليها , فإذا اسقطتموه بها , فسموه سيرحل .. ومن دون ذلك , دستوركم غير الديموقراطي الغوغائي محرم على الكويتيين , ولايعبر عنهم إطلاقا .. ولن يسمحوا لكم بفرضه عليهم .

إن مشكلتكم الاساسية هي انكم تظنون أن الديموقراطية هي ما تحقق مطالبكم .. ليس فيها رأي إلا رايكم , ولاصوت يُسمع غير صوتكم .. إن قلتم شيئا قال الآخرون لكم سمعا وطاعة , وإذا نويتم , سار الجمع في ركابكم وخلف صفوفكم .. ولانكم في وهم وضلال وعنجهية وشبهات تغطيكم من رؤوسكم إلى أخامس اقدامكم , تتفاجؤون بأن ماتقولنه ليس له صدى عند من تخاطبونهم .. عدد يسير ينصت إليكم ترونهم يتناقصون يوميا , والخطاب الإعلامي الذي تطلقونه تلقون امامه خطابات وخطابات تضعفه وتدحضه .. ومابين بيوت عنكبوت واهنة تبنونها , ورياح شعبية عاتية تكشف ماتسترونه وتخططون له , تتقاذفكم الأوهام والخيالات , فمنكرو عيبكم تسمونهم إعلاما فاسدا , وفاضحو سوادكم تطلقون عليهم متنفعين , وأوفياء لوطنهم يصدون أحقادكم وشخصانيتكم تنعتونهم على المال العام معتدين .. وكل تهمة ترمونها البطلان عنوانها , والخذلان نصيبها , وفقر الدليل محتواها .. والواقع هو أنكم مفلسون غير مصدقين ان اساسكم ضعيف جدا , والسواد الأعظم ليس معكم .. بعكس ماتظنون وتتخيلون .. غركم بعض نفر يتنقلون معكم أينما حللتم من سكرتاريا وعدد من طلبة سيستهم جماعة منكم .. وبتم ترونهم أكثرية .

هذه الحقيقة أيها الدستوريون الجدد .. فلاتستغربوا ألايؤيدكم بعض من كان معكم.. فهم خارجون على ممارساتكم ولايقرونها جملة وتفصيلا .. لايسايرونكم نهجكم ويعيبون خطكم .. ولذا قاطعوا اجتماعاتكم لتأسيس كتلة نهج .. لأنها غير دستورية بلا جدال ؟.. ويرفضون استجوابات مصاغة بأنفاس الشخصانية؟.

ولأن أفعالكم المستهجنة كثيرة وقائمتها طويلة , لم يكن غريبا أن يعيب عليكم نواب ممن تغازلونهم توجهاتكم لاستجواب سمو الرئيس لأن فترة تشكيل الحكومة تجاوزت الاسبوعين ؟؟ .. يعيبون عليكم ذلك ويعارضونكم فيه , لأن جهلكم بالدستور الذي تتغنون به كذبا , وشخصانيتكم وأحقادكم ونواياكم المسبقة هي من تقودكم لإثارة الضغائن والمشاكل والغبار امام سمو الرئيس .. فهذا هو ديدنكم وهواكم .

وشخصانيتكم , تتبين أدلتها يوما بعد يوم , بل لاتفوت ساعة إلا وتصبح هرما من الحقائق المؤكدة .. فأنتم في 2008 كنتم مع سمو الشيخ ناصر المحمد أحباء وأنصارا , ولما بدأ تشكيل حكومته واستمر 50 يوما مانطقتم بكلمة .. بل تحدثم بارتياح وطمأنينة بأن الأصل لسمو الرئيس أخذ وقته لاختيار الأفضل .. لكن الحال تبدل اليوم , فبعدما قطع سمو الشيخ ناصر المحمد عنكم ماتريدونه من مخالفات ووساطات ومعاملات غير قانونية وتعيينات اصدقاء وأحباب لكم لايستحقونها , انقلبيتم على اعقابكم , وجعلتم سمو الرئيس عدوا .. فلا غرابة أن تنادوا باستجوابه لأنه تأخر في إعلان تشكيلته الحكومية !!!.. فأين الدستور الذي يتيح لكم هذا اليوم , ولم تنظروا إليه في 2008 ؟؟؟.

إن الحقيقة وفقا لدستور 1962 وليس دستور نواب الغوغائية والشبهات والشخصانية , هي أن فترة الأسبوعين محددة لمن يشكل الحكومة في بداية الفصل التشريعي لمجلس الأمة .. أما غيرها , فلم يحدد الدستور او مذكرته الدستورية فترة بعينها , وهذا واضح نصا , ويوافق عليه جهابذة الدستور الذين شاركوا في صياغته .

وإن راى البعض خطأ أو ثغرة في ذلك , فليبادر إلى تعديل دستوري وفق القنوات المتبعة , ولايكثر من الكلام غير النافع , والإتهامات السوداء , ومحاولات لتأجيج فارغ .

إن هؤلاء الغوغائيين , تعرضوا لضربة قوية من كتلة العمل الوطني عندما رفضت استجوابهم سمو الرئيس , فبدأوا يوجهون سهامهم باتجاهها , واتهموها بأنها تحالفت مع سمو الشيخ ناصر بغرض وضع الاسافين والتحريض .. والمؤكد أن الأمر ليس تحالفا .. فكتلة العمل الوطني أخطأت في الماضي , ولاتريد أن تتهم مرة أخرى بمخالفة الدستور , والمهددون باستجواب الرئيس , لايهمهم انتهاك الدستور ووضع لوائحه تحت الأقدام , إن كان الأمر متعلقا بمصالحهم وأجنداتهم .

ثم إن سمو الشيخ ناصر ممدودة يده للجميع ويتحالف مع كل اعضاء مجلس الأمة من أجل طريق الإصلاح .. فسموه يلتقي مع مختلف فئات المجلس , يتكلم معهم ويستمع إليهم , يقنعهم ويقنعونه من خلال نصوص الدستور .. لكن الشخصانيين الذين يرفعون شعار العداوة المسبقة , يعتقدون ان هذه تحالفات ويفسرونها على غير حقيقتها , رغم أنها لب العمل البرلماني واصله ومانص عليه الدستور صراحة من خلال تشديده على ضرورة تعاون السلطتين ..والمشكلة هنا ليست في كتلة أو نائب أو حكومة أو رئيس وزراء .. بل في من يتعمد تجاوز الدستور ويصر على خطئه ويروجه على أنه حق مبين .. ويشكك ويتهم من يخالفه ويستنكر مايدعيه .

فليس عجيبا ان يخرج علينا كالعادة مسلم البراك مرددا ان " تأخر التشكيل الوزراي طعن بالدستور"...ولاغرابة أن يتبعه فلاح الصواغ بكلمات شبيهة , ومثلهم هذا وذاك من شلتهم .. فهم إذا نطق واحد منهم كلمة , ساروا خلفه كالقطيع مكررين ماقال من غير فهم ولادراية .. كأنهم اسطوانة محفوظة ... ومن يتابع تصريحاتهم وتوقيتاتها لتأكد من هذه الحقيقة .. لاتغيير في المعاني ولااختلاف في التعابير ..حتى يبدو أن من حفظها لهم واحد , أو متفقين على نطقها سلفا .. لا , بل يكررون تصريحات بعضهم البعض في الرسائل الإخبارية الهاتفية .. مايختلف فيها تغيير الإسم فقط ... وراقبوهم بعد التشكيل الحكومي , سيصفون التشكيلة بالضعف وعدم تلبية مطالب الشعب والتطلعات , وستتكرر هذه الكلمات في تصريحاتهم المنطوقة أو المرسلة هاتفيا ... "حتى لو كانت الحكومة الجديدة كلها من الملائكة " .. فمن كانت الشخصانية عنوانه , سهل على الجميع توقع ردود أفعاله .

إن تجاوز سمو الرئيس الشيخ ناصر المحمد الاستجوابات الشخصانية امر طبيعي , لان سموه ملتزم الدستور ولم يتجاوز القانون .. أما مستجوبوه نهجهم خلاف مايعلنون فخسروا الرهان وتضاعفت آلامهم وتعمقت جراحهم .. وهم أيضا سيواجهون المصير ذاته وسينتصر سمو الرئيس مجددا .. ليس رجما بالغيب , ولكن لأن النهج التآمري لن يأتي بنتيجة إطلاقا , وضرب الدستور مرفوض للغالبية النيابية والشعب الكويتي عامة .

ليعلم هذه الرسالة السعدون والبراك وحاشيتهم .. ليفهموا أن سيناريواتهم ضد سمو الرئيس ماهي إلا جرائم لسفك الدستور واستباحته وانتهاك الديموقراطية والأصول البرلمانية .. أما سمو الرئيس , فهو رئيس الحكومة .. قبلتم أم رفضتم .. هو رئيس الحكومة بمباركة أميرية وثقة برلمانية وتأييد شعبي كويتي .. هذه الرسالة التي تزعجكم , وتقفزون عليها لئلا ترونها أو تحسون بها ...لماذا ؟.. لأنكم إن فتحتم عيونكم عليها أو صمتم قليلا لأدركتموها واقعا واضحا كالشمس .. لكنكم لن تفعلوا , فإذا أبصرتموها لتأكدتم كم أنتم صغار غثاء كغثاء السيل .. وسمو الرئيس جبل اشم .

" جريدة حديث المدينة الإلكترونية "
www@citytalks.co.uk