الخميس، 10 يونيو 2010

القلاف قالها في1998 :"نظرت لعيني السعدون فوجدت فيها رمد"..وتحقق مايقصده

* فهمه في الماضي للوائح واحد لا يتغير .. واليوم يفصلها وفقا لمصلحته وماتريد كتلته
*خطابه أيام الرموز تغير ..فراح الخطيب والقطامي والمنيس وأتى البراك والدقباسي والطاحوس .. ولكل مقام مقال
في مطلع يونيو 1998 , كان النائب حسين القلاف على موعد مع استجوابه وزير الداخلية آنذاك الشيخ محمد الخالد .. غير أن ما أراد لم تكتب له حياة .. فرئيس المجلس وقتذاك أحمد السعدون هوى بمطرقته معلنا نتيجة تصويت على طلب حكومي , دخل حيز التنفيذ بتحويل الجلسة سرية .
يومها , ترك القلاف استجوابه يُرفع من جدول أعمال المجلس بعدما غادر الجلسة محتجا على رفض مناقشة مساءلة الوزير الخالد علنا .. آنذاك لم يترك "أبوصادق" البرلمان ساعة , بل ودعه مستقيلا.. مطلقا تصريحا عبارته الشهيرة : " نظرت في عين الرئيس السعدون , فوجدت فيها رمد " .. مقصده أن المخضرم السعدون ليس ذاك من عرفه , ورمى عليه صوته مزكيا ليتبوأ مقعد الرئاسة .
بيد أن الرمد الذي لمحه القلاف في عيني السعدون , مازال لم يبارح مكانه .. بل كبر اتساعه , فأخفى عن صاحبه ماكان له محاربا .. غدت للائحة ألف معنى , يفصلها كيفما شاء , وهو المتشرب لمحتواها , حامل لواء روحها .. في زمن مضى , عنده الرمادي لايكون أبيض , والأسود يسميه بلونه .. واليوم لابأس , إن بدت مصلحة كتلته , يتغير اللون , وتتسع اللائحة في تفاسيرها .
الرمد ياالقلاف يؤرق السعدون .. فها هو يغمض عينيه فلا يبصر أن علانية جلسة استجوابك محمد الخالد لاتجوز , و مساءلة سمو الرئيس مُحَرمٌ سريتُها .. اختلطت ألوان الحقيقة في مهجتيه , فناصع الإشراق يسرق نظره إن بدت فيه درجة علو لمصلحته وكتلته , وإلا لا يبدي اكتراثا .. يجعل الباهت سمة زاهي اللون
الدستور واحد , ومواده يحفظ كلماتها عن ظهر قلب , لكن الزمان ليس ذاك الزمان .. ومن خبرهم من الرجال تغيرت صورهم .. وحتما خطابه لم يعد موحدا .. راح جاسم القطامي والخطيب والمنيس والحميضي .. وأتى البراك والدقباسي والطاحوس , ولكل مقام مقال .. فربعه الجدد يعشقون لائحة فضفاضة تتمدد , وأسلافهم كحد السيف مقاسها لديهم لاتزيد ولاتنقص .. فلابأس أن يُرخي " أبو عبد العزيز " تفاسيره إرضاء لأحلام حلفاء شوهوا تاريخه , وأرغموه على مجاراتهم في توجهات الشخصانية , ومواقف تصفية الحسابات ... ليرمي شموخا علا به , يوم كان صفاً مع الرموز , فتخلى عن عهدهم .
الأعوام لم تزد السعدون بريقا .. وهرما كان وصفه تآكل وتناقص .. خسر الرئاسة , فانضوى في كتلة أسماها الشعبية لا يلتقي مع فكر أعضائها إلا بشئ قليل .. غير أن "زواج المصلحة " أبقاه فيها .. أراد قوة بها في المجلس تحميه من انعزالية , وتحفظ قدره قطبا لاقانون يُرسم إلا بريشته , وبصَمتُُهُ جواز مروره .. فكم أضفت كتلته عليه هيبة ... وكم سلبت من كبريائه الكثير ؟؟؟.. ألم يكن هدفا لإنتقاد تناقضات عاشها ؟.. أم يتخل عنه قرناء فكره لهجره المبدأ ؟ .. ألا يذكر إحجام أصوات عن مؤازرته ضيقا بأجندة لاتحمل ارتقاء بديموقراطية , ونموا لبلد ؟ . عديدة هي سمات السعدون في زمن طوته السنون .. وتفُوقُها صفات توارت خجلا .. فهي لاتتخيل العم أبوعبدالعزيز ينقاد أحيانا وأحايين , لصغار لايدركون من الدستور إلا إسمه , والديموقراطية عنوانها .
12 عاما مرت بالتمام والكمال على رمد في عيني "أبوعبد العزيز" .. فكم من عيون غدت رمداء, بعدما بكت مجدا ضائعا للسعدون , وحنينا لوقت رأيناه طودا عاليا .