الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

محمد عبدالقادر الجاسم ...!


قيل في علم النفس السياسي أن الشعوب تمرض كالأفراد فتمر في أزمات نفسية وتعيش أحباط . وبما أننا اليوم أصبحنا نعيش بلوكات كتاب كما يحلو للبعض أن يطلق عليه فلا بد لهذا الكتاب أو ذاك عقول من الشعب تؤيد لأفكاره وطرحه لكن ماذا لو كانت الأقلام تمرض بالتأكيد ستكون أشد فتكنا على الشعوب من أزماتها النفسية وأن لم يتدارك أصحاب الأقلام مرض التصفية والتصنيف وهواجس الهجوم لمجرد الهجوم فقد يزداد القلم أضطرابا ويدخل صاحبه بانفصام عقلي ليعيش واقع مغاير عن عن واقعهم وتصبح الشعارات التي كانت تردد في سالف الزمان أن كنا نعلم أن القلم للتصفية و التصنيف و الهجوم بيد الجاهل مصيبة فبتأكيد ندرك أنه بيد العاقل معيبة فلا نجعل من حرية أقلامنا مصدر هدم لعقل الأنسان الكويتي .لا يخفي على الجميع أن أنتقاد الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم الذي أتخذه نهجا لطرحه في الأونة الأخيرة تجاوز مرحلة الأنتقاد للأصلاح . فقد أصبحت اليوم سمة الهجوم على رئيس مجلس الوزراء هي القاعدة التي يستمد منها الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم مقالاته وكل من خالفه أو دافع عن سمو الرئيس صحف حملت ألوان الطيف وكتابها أعداء وفداوية ومشجعي الفسادحتى غدا واقعنا السياسي أشبه بمباراة تارة لاعبيها صحف صفراء وخضراء وأقلام مأجورة و فداوية ضد من صنف غيره و خص لنفسه ملكة الأصلاح ، وتارة أخرى قوى الفساد ونواب بصامين ضد قوى الأصلاح وحامي حمى البلاد من خفافيش الظلام .

وتناسى كاتبنا الأستاذ محمد الجاسم أن الفكر الذي جعله يسطر مقالات لسمو الرئيس واصفا أياه بالرئيس الأصلاحي و محارب الفساد والذي رآه الجاسم اليوم تبدل ليكون سمو الرئيس لايصلح لرئاسة الحكومة إلي أن وصل لصداقاته الشخصية مع كائنا من كان.

يحتم على الأستاذ الجاسم تقبل الرأي المخالف والصوت المعارض لطرحه كما تقبلت العقول انتقال سمو الرئيس من موضع الإصلاحي إلي الغير إصلاحي لدى الجاسم ..!

وعليه فإننه يتحتم علينا الآن الوقوف مع أستاذنا الجاسم وسؤاله عن ما هي مقومات الصلاح والفساد من وجهة نظره حتى يمكننا تطبيقها على الجميع من دون استثناء قريب أو نسيب أو " رمز " قد يكون اقترض الملايين تحت مسمى مشروع وهمي سحب منه ولكن القرض لم يسترجع ولم يعود لأصحابه ..!

نسأل أستاذنا الفاضل محمد عبدالقادر الجاسم عن ما هي المشاكل التي اختزلها طوال سنوات منذ ما بعد التحرير إلى اليوم ليرميها كاملة على رئيس حكومة عين فقط قبل ثلاث سنوات ، ويحق لنا أن نسأله عن موقعه من الإعراب قبل السنوات الثلاث هذه وأين كان ، ولِمَ لم يكتب كلمة واحدة عن تعطل التنمية وعن توقف عجلة البناء والتعمير والمشكلات التي بدأت تتأصل في المجتمع بل واستجدت مشاكل كثر منها تأصيل الواسطة ومفهوم المحسوبية ، وبداية مرحلة المساومات المليونية لاتخاذ هذا الموقف أو ذاك ..!
المزيد

ليست هناك تعليقات: